ويسلموا تسليما) * (1) ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) عليكم بالتسليم ".
- وفيه (2) بإسناد صحيح عنه (عليه السلام) قال: إنما كلف الناس ثلاثة: معرفة الأئمة، والتسليم لهم فيما ورد عليهم، والرد إليهم فيما اختلفوا فيه.
والثامنة: بذل الوسع في طاعتهم وإلى هذ أشار بقوله (عليه السلام) المجتهدين في طاعتهم.
والتاسعة: انتظار ظهور دولتهم كما قال: المنتظرين أيامهم وسنذكر الروايات الواردة في هذا الباب في الباب الثامن من هذا الكتاب.
والعاشرة: أن يجعل إمامه نصب عينيه ويعتقد أنه بحضرة إمامه في جميع أحواله وبمرأى منه ومسمع في تمام أشغاله بحيث لا يخفى منه شئ عليه ولو كشف الغطاء عن عينه نظر إليه وحينئذ يجتهد في رعاية الأدب بالنسبة إليه وهذا معنى قوله المادين إليهم أعينهم، ويدل على ما ذكرنا أخبار كثيرة:
منها ما في الخرائج (3) عن أبي بصير قال: دخلت المسجد مع أبي جعفر (عليه السلام)، والناس يدخلون ويخرجون، فقال (عليه السلام) لي: سل الناس هل يرونني؟ وكل من لقيته سألته عنه: هل رأيت أبا جعفر (عليه السلام) فيقول: لا وهو واقف حتى دخل أبو هارون المكفوف، فقال (عليه السلام): سل هذا، فقلت: هل رأيت أبا جعفر (عليه السلام)؟ فقال: أليس هو قائما؟ قلت: وما علمك؟ قال: وكيف لا أعلم وهو نور ساطع. قال: وسمعته يقول لرجل من أهل الإفريقية: ما حال راشد؟ قال:
خلفته حيا صالحا يقرئك السلام. قال (عليه السلام) رحمه الله. قال: مات؟ قال: نعم. قال: متى؟ قال (عليه السلام):
بعد خروجك بيومين، قال: والله ما مرض، ولا به كانت علة وإنما يموت من مرض وعلة.
قلت من الرجل؟ قال: رجل كان لنا مواليا وكان لنا محبا.
ثم قال (عليه السلام): لئن تروا أنه ليس لنا معكم أعين ناظرة، أو أسماع سامعة، لبئس ما رأيتم! والله ما يخفى علينا شئ من أعمالكم فاحضرونا جميعا وعودوا أنفسكم الخير وكونوا من أهله تعرفوا به، فإني بهذا آمر ولدي وشيعتي.