مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٢٠
محمد صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آبائهما وأبنائهما: ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء، إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء، إنتهى. أما تفصيل ما ظهر منه من المعجزات فليطلب من الكتب المطولة كالبحار وغيره.
محنته (عليه السلام) - روي في كتاب غيبة النعماني بإسناده (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله (عليه السلام) من جهال الجاهلية قال فضيل: فقلت كيف ذلك؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور، والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به، الخبر.
وفي هذا المعنى روايات أخر تركنا ذكرها في هذا المختصر وهذا بيان محنته في زمان ظهوره.
أما محنته في زمان غيبته، فلا يكاد يخفى على أحد من شيعته.
مصائبه (عليه السلام) كثيرة فإنه قد أصيب بمصيبة جده وآبائه خصوصا سيدنا الشهيد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فإنه ولي دمه كما ورد في التفسير والدعاء للمصاب مستحب كما دلت عليه الأخبار المروية عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
محبته (عليه السلام) للمؤمنين ومحبة المؤمن له (عليه السلام) من أعظم الأسباب الموجبة الباعثة للمؤمن على الدعاء له ومسألة التعجيل في فرجه من الله تعالى شأنه.
أما محبته للمؤمنين فتدل عليه طوائف من الأخبار:
منها: ما دل على كون الإمام بمنزلة الوالد الشفيق والأب الرحيم للمؤمنين بل هو أرأف من الوالد بهم.

1 - غيبة النعماني: 159.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»