مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٢٣
ومنها المثوبات الجليلة الكثيرة المترتبة على الأعمال المخصوصة بزمان غيبة الإمام صلوات الله عليه فإنها عظيمة جدا، وسنذكرها في الباب الثامن إن شاء الله تعالى.
وثانيهما ما يختص بالكافرين والمنافقين، وهو إمهالهم وتأخير عذابهم:
- ففي تفسير (1) علي بن إبراهيم القمي (ره) في قوله تعالى: * (فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) * (2) لوقت بعث القائم، فينتقم لي من الجبارين، والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس.
القسم الثالث: منافع زمان ظهوره، وهي على قسمين:
الأول: ما يعم جميع الخلائق، مثل انتشار نوره، وظهور عدله، وأمنية الطرق والبلاد، وظهور بركات الأرض واصطلاح السباع والبهائم، وعدم إيذاء ذي حمة أحدا وغيرها من بركاته الوافرة، ومنافعه المتكاثرة.
- ففي البحار (3) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف ظهور القائم (عليه السلام) قال: وتعطي السماء قطرها والشجر ثمرها، والأرض نباتها وتتزين لأهلها، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في أطراف الأرض كأنعامهم، الخبر.
والثاني: ما يختص بالمؤمنين، وهو على قسمين:
أحدهما لإحيائهم، وهو الانتفاع بشرف حضوره، والاستضاءة بنوره، والأخذ عن علومه وارتفاع العاهات والأمراض والبليات عن أبدانهم.
- كما عن الصادق (عليه السلام)، في البحار (4) وغيره قال: إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة، ورد إليه قوته. وازدياد قوتهم، كما مر في حرف القاف، وطول أعمارهم، ومشاهدتهم كيف ينتقم القائم (عليه السلام) من أعدائهم، وغير ذلك من المنافع الكثيرة.
وثانيهما: لأمواتهم، فمن ذلك دخول الفرج بظهوره في قبورهم:
- ففي المحجة (5) عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى شأنه: * (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر

١ - تفسير القمي: ٢ / ٧٢١.
٢ - سورة الطارق: ١٧.
٣ - بحار الأنوار: ٥٣ / ٨٥.
٤ - بحار الأنوار: ٥٢ / 364 باب 27 ح 138.
5 - المحجة: 746.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»