مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢١٩
الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * (1) فغضب علي بن الحسين (عليه السلام) وقال للسائل وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به ثم قال: نزلت في أبي وفينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط، الخبر.
- وفي البرهان عن العياشي (2) مرسلا عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية قال (عليه السلام) نزلت فينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك يكون في نسلنا المرابط.
أقول: لا يخفى أن المقصود بالمرابط المذكور هو مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) بدلالة التوقيع المذكور، ومر في حرف اللام ما يشهد لذلك ومن هنا يظهر أن ذلك من عباداته المختصة به (عليه السلام) من بين الأئمة الكرام، كما أن منها أيضا حج بيت الله الحرام في جميع المواسم والأعوام كما بيناه في حرف الحاء المهملة، ومنها أيضا طول صبره، بحيث لم يتفق لأحد من آبائه صلوات الله تعالى عليهم، ومنها أيضا المواظبة في الندبة لمولانا الشهيد أبي عبد الله (عليه السلام) كل صباح ومساء، بناء على صدور الزيارة المعروفة بالناحية عنه (عليه السلام) كما نقله الفاضل المجلسي (ره) عن كتاب المزار الكبير (3) فإن فيها ما لفظه: " فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء " (الخ).
معجزاته (عليه السلام) تدل على شدة اهتمامه في ترويج دين الله وهداية عباد الله والدعاء لمن كان كذلك راجح وممدوح عقلا ونقلا، ولذلك تدعوا الملائكة لطالبي العلم، مضافا إلى أن هداية العباد من أعظم أقسام النفع لهم، والإحسان إليهم، فيجب الدعاء في حق من يهديهم إلى الحق، وغير ذلك من الوجوه التي تظهر بالتدبر.
- وأما معجزاته (عليه السلام)، فقد روى المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة (4) عن كتاب فضل بن شاذان، بإسناده عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن

١ - سورة آل عمران: ٢٠٠.
٢ - تفسير العياشي: ١ / ٣٣٥ / ح ١٣.
٣ - بحار الأنوار: ١٠١ / 320 / ح 8.
4 - إثبات الهداة: 7 / 357 / ح 237.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»