مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٠٩
الحجة عجل الله تعالى فرجه، يستنصر في مكة حين ظهوره بها:
- فعن أبي جعفر الباقر، في حديث طويل (1) صحيح (2) قال: والقائم (عليه السلام) يومئذ بمكة قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به فينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد (صلى الله عليه وآله) فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد (صلى الله عليه وآله) فأنا أولى الناس بمحمد (صلى الله عليه وآله) ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين أليس الله يقول في محكم كتابه: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * فأنا بقية من آدم، وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين، ألا ومن حاجني في كتاب الله، فأنا أولى الناس بكتاب الله، ومن حاجني في سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأنا أولى الناس بسنة رسول الله، فأنشد الله من سمع اليوم كلامي لما بلغ الشاهد منكم الغائب، وأسألكم بحق الله وحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحقي فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أعنتمونا، ومنعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا وظلمنا، وطردنا من ديارنا وأبنائنا، وبغي علينا، ودفعنا عن حقنا، وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا، لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله، الخبر.
أقول: إذا فتحت مسامع قلبك، وشرح صدرك بنور من ربك، سمعت نداء إمام زمانك في هذا الزمان، واستنصاره من أهل الإيمان، فهل من مجيب يجيبه؟ وهل من معين يعينه؟

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٢٣٨ ب ٢٥.
٢ - الحديث مروي في كتب متعددة وقد رواه السيد البحراني (ره) في كتاب المحجة عن كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني (ره). والنعماني (ره) رواه بأسناد متعددة منها محمد بن يعقوب الكليني (ره) عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الهمام أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام).
أقول: أما محمد بن يعقوب وعلي بن إبراهيم والحسن بن محبوب فبجلالة قدرهم غنية عن البيان عند جميع العلماء الأعيان، وأما إبراهيم بن هاشم وعمرو بن أبي المقدام وجابر بن يزيد رحمهم الله تعالى فالحق أيضا أنهم من الأجلاء الثقات والرواة الحماة وعليك بالرجوع إلى كتاب مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل تأليف العالم الرباني الجامع بين مرتبتي العلم والعمل الحاج ميرزا حسين النوري ضاعف الله تعالى له النور وأعلى درجته في دار السرور (لمؤلفه).
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»