مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٣١
باليمن وانتهاب ستارة البيت ويفعل الله ما يشاء.
- ومنها ما روي في تفسير البرهان (1) وغيره عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال:
دخلت إلى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين (عليه السلام) يكتب بإصبعه ويتبسم، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما الذي يضحكك؟ فقال: عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حق معرفتها فقلت له أي آية يا أمير المؤمنين؟ فقال قوله تعالى: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة) * المشكاة محمد (صلى الله عليه وآله) * (فيها مصباح) * أنا * (المصباح في زجاجة) * الزجاجة الحسن والحسين (عليهما السلام) * (كأنها كوكب دري) * وهو علي بن الحسين (عليه السلام) * (يوقد من شجرة مباركة) * علي بن موسى * (يكاد زيتها يضئ) * محمد بن علي * (ولو لم تمسسه نار) *: علي بن محمد * (نور على نور) *: الحسن بن علي * (يهدي الله لنوره من يشاء) * القائم المهدي * (ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم) *.
هذا، وكما أن وجوده (عليه السلام) نور، وهو من النور، ويهدي إلى النور وأتباعه في نور، كذلك تاريخ ولادته نور فإنه (عليه السلام) كما قدمنا قد ولد منتصف شعبان المعظم سنة ست وخمسين ومأتين وهذا يطابق كلمة نور جعلنا الله تعالى من أنصاره وشيعته.
الفصل الرابع في بيان إشراقات نوره في بدء ظهوره وزمان غيبته وحضوره، فنقول: قد ظهر إشراق نوره في عالم الملكوت لإبراهيم (عليه السلام) حين انكشف له ملكوت السماوات، وسيأتي حديثه في الباب الثامن إن شاء الله تعالى، في ضمن أدلة جواز التسمية وللملائكة حين قتل الحسين (عليه السلام)، وقد مر أحاديث ذلك في حرف الثاء المثلثة، ولخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) ليلة المعراج.
- روى في غاية المرام (2) من طريق العامة في حديث طويل عن النبي (صلى الله عليه وآله) في وصف معراجه وذكر أوصيائه: يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال: التفت عن يمين العرش فالتفت، فإذا بعلي وفاطمة، والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي وعلي بن محمد،

١ - تفسير البرهان: ٣ / ١٣٦ ح ١٦.
٢ - غاية المرام: ١٩٤ المقصد الأول باب ٢٤ ح ٢٩، كفاية الأثر: ٧٢.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»