مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٠٨
والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد ثم نادى: يا عباد الله " إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " وقال (عليه السلام): " موت في عز، خير من حياة في ذل " ومر في أسباب غيبة الحجة عجل الله تعالى فرجه ما يدل على المقصود.
ومنها: الرفع إلى السماء، فقد رفعهما الملائكة إلى السماء بإذن الله تعالى كما مر في شباهته بإدريس.
ومنها: أن في تمني الكون مع الحسين (عليه السلام) يوم الطف، والعزم على نصرته ثواب الشهادة معه، وفي تمني الكون مع القائم (عليه السلام)، في زمان ظهوره والعزم على نصرته ثواب الشهادة، وجهاد الأعداء بمحضره كما وردت بهما الرواية ويأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثامن.
ومنها: أن الحسين (عليه السلام) خرج من المدينة خائفا يترقب، ثم نزل في مكة، ثم ارتحل منها إلى نحو الكوفة، والحجة (عليه السلام) يقع له مثل ذلك:
- ففي الصحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) قال ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة، فيفر المهدي (عليه السلام) منها إلى مكة، فيبلغ جيش السفياني بأن المهدي (عليه السلام) قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره، فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران قال (عليه السلام): وينزل جيش السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء: يا بيداء أبيدي القوم.
فيخسف بهم، فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر، يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب، الخ.
ومنها: كون مصيبتهما أشد المصائب.
- أما الحسين (عليه السلام) ففي حديث (2) آدم وجبرائيل أنه قال: يا آدم ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب (الخ).
وأما القائم (عليه السلام) فلطول غيبته وشدة محنته.
- ومنها (3) أن الحسين (عليه السلام) استنصر في مكة حين أراد المسير إلى العراق فقال من كان باذلا مهجته فينا وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل، فإني راحل مصبحا إن شاء الله. وكذلك

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٢٣٨ باب ٢٥ ح ١٠٥.
٢ - بحار الأنوار: ٤٤ / ٢٤٥.
٣ - بحار الأنوار: ٤٤ / 367.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»