مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢١١
أبواب صفاته الحميدة (عليهم السلام) ومن الجهات الموجبة للدعاء له على جميع الأنام المبدوءة ألفاظها بالكاف المهملة:
كرمه (عليه السلام) فإن الطباع مجبولة على محبة الكريم، والعقول متفقة على رجحان الدعاء بل لزوم ذلك كما لا يخفى.
والفرق بين السخي والكريم أن السخي يعطي بعد السؤال والكريم يعطي قبل السؤال، وقد ذكروا في أحوال مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام)، أنه جاءه بعض الأعراب فقال (عليه السلام): أعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون ألف دينار (1) فدفعها إلى الأعرابي، فقال الأعرابي: يا مولانا ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنشر مدحتي.
فأنشأ الحسن (عليه السلام):
نحن أناس نوالنا خضل * يرتع فيه الرجال والأمل تجود قبل السؤال أنفسنا * خوفا على ماء وجه من يسل لو علم البحر فضل نائلنا * لفاض من بعد فيضه خجل ثم إن الأحاديث الدالة على كمال هذه الصفة في سيدنا ومولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه كثيرة، عموما وخصوصا.
فمنها: ما دل على أن الإمام في كل عصر أكرم الناس وأسخاهم.
ومنها: ما دل على أن خلقه خلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد مر تحقيقه.
ومنها: ما دل على تحليله (عليه السلام)، وإباحته صلوات الله عليه خمس ما في أيدي المخالفين، مثل السبي والغنائم، وغيرهما للمؤمنين إذا اشتروها من المخالفين، لتطيب ولادتهم وتزكوا أموالهم.
- ومنها: ما في البحار (2) عن أبي جعفر (عليه السلام) إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق، فيكونون في أصحابه وأنصاره ويرد السواد إلى

١ - في نسخة ثانية: درهم.
٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / 390 باب 27 ح 212.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»