القائم (عليه السلام)، ليبدلنه الله تعالى من بعد خوفه أمنا، وليمكننه في الأرض بنحو لم يقع لأحد ممن تقدم عليه كما مر الإشارة إليه، واستيلاؤه على جميع العالم كاستيلاء سلطان النهار (1) على الليل المظلم.
- وقد روى علي بن إبراهيم (ره) بسند صحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) (2) في قوله تعالى:
* (والنهار إذا تجلى) * (3) قال (عليه السلام): النهار هو القائم منا أهل البيت، إذا قام غلب دولة الباطل، الخبر.
وأما أبو جعفر محمد بن علي التقي (عليه السلام)، فقد آتاه الإمامة حين لم يبلغ مبلغ الرجال، ولم يرتق عمره إلى ثمانية أحوال، وكذلك الحجة (عليه السلام) كما مر في حرف الغين المعجمة.
وأما أبو الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام)، فكان له هيبة لم يكن لأحد مثلها، بحيث كان أعداؤه يخصونه باحترامات وإكرامات لا يخصون بها أحدا، وهذا كان يقع منهم إجلالا له وهيبة منه، لا ودا ومحبة وكذا القائم (عليه السلام) فإن له هيبة خاصة في قلوب الأعداء ورعبا.
وقد مر ما يدل عليه في شباهته بذي القرنين، وكذلك كان سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام).
- ولنختم الكلام بذكر رواية شريفة مروية في ثاني عشر (4) البحار بإسناده: دخل العباسيون على صالح بن وصيف، ودخل صالح بن علي وغيرهم من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبو محمد (عليه السلام) فقالوا له: ضيق عليه ولا توسع، فقال لهم: ما أصنع به وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه، فقد صار من العبادة والصلاة