مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٨١
- وفيه عن أمالي الشيخ (1) عن أمير المؤمنين قال: لتملأن الأرض ظلما وجورا، حتى لا يقول أحد، الله إلا متخفيا ثم يأتي الله بقوم صالحين، يملأونها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
- وفيه (2) في علامات زمان الغيبة عن الصادق (عليه السلام) في حديث طويل ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن، الخبر وهو طويل.
- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان حال الشيعة في هذا الزمان وطول زمان شدتهم وابتلائهم، قال: والله لا يكون ما تأملون حتى يهلك المبطلون ويضمحل الجاهلون، ويأمن المتقون، وقليل ما يكون، حتى لا يكون لأحدكم موضع قدمه، وحتى تكونوا على الناس أهون من الميتة عند صاحبها... الخبر.
- وفي حديث آخر (3): إن المؤمن يتمنى الموت في ذلك الزمان صباحا ومساء.
والأخبار في هذا المعنى كثيرة جدا لكن الشدة كل الشدة في زمان خروج السفياني.
- ففي البحار (4) عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي، بإسناده عن عمر بن أبان الكلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني، قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره، ويقول هذا منهم، فيضرب عنقه، ويأخذ ألف درهم، أما إن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا، وكأني أنظر إلى صاحب البرقع، قلت: ومن صاحب البرقع فقال (عليه السلام): رجل منكم، يقول بقولكم، يلبس البرقع، فيحوشكم، فيعرفكم، ولا تعرفونه، فيغمز بكم رجلا رجلا، أما إنه لا يكون إلا ابن بغي.
أقول: خروج السفياني من العلامات المحتومة قبل ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه، كما نطقت بذلك روايات كثيرة، وهو من أحفاد بني أمية لعنهم الله تعالى واسمه عثمان بن

١ - بحار الأنوار: ٥١ / ١١٧ / ح ١٧.
٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٢١٥ باب ٢٥ ذيل ١٤٧ و ٢٥٨ قطعات.
٣ - إلزام الناصب: ١ / ٢٢٩.
٤ - بحار الأنوار: ٥٢ / 215 باب 25 ح 72.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»