مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٨٥
كان في طريق فيه لصوص تخشى الناس جانبهم تكلمه العصا وتقول له خذ جانب كذا، وكان يهش بها على غنمه ويدفع بها السباع والحيات والحشرات، وإذا سافر وضعها على عاتقه، وعلق عليها جهازه ومتاعه ومقلاته ومخلاعه، وكساءه وطعامه، وسقاءه إلى آخر ما قال مما لا يهمنا ذكره، وإنما ذكرنا هذا المقدار لأن تلك العصا متعلقة ومخصوصة في هذه الأعصار بسيدنا وإمامنا الغائب عن الأبصار، صلى الله عليه ما أظلم الليل وأشرق النهار، كما نطقت به الأخبار والله العالم بخبايا الأسرار.
- وفي الثالث عشر من البحار (1) عن النعماني (2) بإسناده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كانت عصا موسى قضيب آس من غرس الجنة، أتاه بها جبرائيل لما توجه تلقاء مدين، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية ولن يبليا، ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم (عليه السلام) إذا قام.
موسى (عليه السلام) فر من مصر خوفا قال الله عز وجل نقلا عنه: * (ففررت منكم لما خفتكم) * الآية.
القائم (عليه السلام) فر من الأمصار وسكن فيافي القفار، خوفا من الأشرار لكنه مع ذلك يأتي الناس، ويمشي فيهم ويطلع عليهم وهم لا يعرفونه كما مر.
ويفر عند ظهوره أيضا من المدينة المنورة خوفا من السفياني.
- ويدل على ذلك ما في البحار (3) وغيره عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في شرح حال السفياني (لع) قال ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فيفر المهدي (عليه السلام) منها إلى مكة فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران.
قال (عليه السلام) وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب وفيهم نزلت هذه الآية * (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها) * الآية (4).

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٥١ باب ٢٧ ذيل ١٠٤.
٢ - غيبة النعماني: ١٥٧.
٣ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٢٣٨ باب ٢٥ ذيل ح ١٠٥.
٤ - سورة النساء: ٤٧.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»