مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٧٥
إلياس (عليه السلام) قيل: إنه يغيث الملهوفين، المضطرين، الضالين في البراري والفيافي، ويهديهم، والخضر يعينهم ويرشدهم، في جزائر البحار، نقله المجلسي رضي الله عنه في حياة القلوب.
القائم (عليه السلام) يغيث الملهوفين، ويهدي الضالين، ويجيب المضطرين، في البر والبحر، بل في الأرض والسماء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
إلياس (عليه السلام) نزلت له المائدة من السماء بإذن الله تعالى.
- يدل عليه ما في تفسير البرهان وغيره (1) عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وآله)، سمع صوتا من قلة جبل: اللهم اجعلني من الأمة المرحومة المغفورة. فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا بشيخ أشيب قامته ثلاثمائة ذراع - فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عانقه، ثم قال: إنني آكل في سنة مرة واحدة وهذا أوانه، فإذا هو بمائدة أنزلت من السماء، فأكلا وكان إلياس (عليه السلام).
- القائم (عليه السلام) نزلت بأمره ولأجله المائدة من السماء، ونكتفي في هذا المقام بذكر واقعة شريفة، ذكرها المجلسي (2) وغيره نقلا عن أبي محمد عيسى بن مهدي الجوهري، قال خرجت في سنة ثمان وستين ومأتين إلى الحج، وكان قصدي المدينة، حيث صح عندنا أن صاحب الزمان (عليه السلام) قد ظهر فاعتللت، وقد خرجنا من فيد (3) فتعلقت نفسي بشهوة السمك والتمر واللبن فلما وردت المدينة ولقيت بها إخواننا بشروني بظهوره بصابر.
فصرت إلى صابر، فلما أشرفت على الوادي رأيت عنيزات عجافا، فدخلت القصر، فوقفت أرقب الأمر، إلى أن صليت العشائين، وأنا أدعو وأتضرع وأسأل، فإذا أنا ببدر الخادم يصيح بي: يا عيسى بن مهدي الجوهري أدخل، فكبرت وهللت، وأكثرت من حمد الله عز وجل، والثناء عليه.
فلما صرت في صحن القصر، رأيت مائدة منصوبة فمر بي الخادم إليها فأجلسني عليها، وقال لي: مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علتك، وأنت خارج من فيد (4) فقلت حسبي

١ - تفسير البرهان: ٤ / ٣٣ / ح ٣، بحار الأنوار: ١٣ / ٤٠١ / ح ٩.
٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / 68 / ح 54.
3 - قيل هو منزل في طريق مكة من طريق الشام وقيل بليدة بنجد من طريق الحاج العراقي نقلهما صاحب مجمع البحرين والله العالم (لمؤلفه).
4 - قيل هو منزل في طريق مكة من طريق الشام وقيل بليدة بنجد من طريق الحاج العراقي نقلهما صاحب مجمع البحرين والله العالم (لمؤلفه).
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»