مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٧٣
عشيتك هو صاحب زمانك، قال: فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه عليه أن لا يكون أعلمنا ذلك فذكر أنه كان ناسيا أمره إلى وقت ما حدثنا به.
أقول: كان بين رواية الشيخ الصدوق في كمال الدين، وبين ما ذكره الفاضل المجلسي في البحار، نقلا عن غيبة الشيخ الطوسي، اختلاف يسير في بعض الألفاظ، بحيث لا يغير المعنى، فجمعت بين الروايتين. والله الموفق.
باب شباهته بإلياس النبي (عليهما السلام) إلياس طول الله عمره كالخضر (عليه السلام) - القائم (عليه السلام) طول الله تعالى عمره.
إلياس يحج كل سنة كالخضر (عليه السلام) ويلتقيان.
- يدل عليه ما في تفسير العسكري (عليه السلام) (1) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لزيد بن أرقم: إن أردت أن لا يصيبك شرهم، ولا ينالك مكرهم، (يعني المنافقين والكافرين) فقل إذا أصبحت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن الله يقيك من شرهم، فإنما هم شياطين * (يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) *.
وإذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغرق والحرق والسرق فقل إذا أصبحت: " بسم الله ما شاء الله، ما يكون من نعمة فمن الله، بسم الله ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بسم الله ما شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطيبين) فإن من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الغرق والحرق والسرق، حتى يمسي، ومن قالها ثلاثا إذا أمسى أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يصبح.
وإن الخضر وإلياس (عليهما السلام) يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا، تفرقا عن هذه الكلمات، وإن ذلك شعار شيعتي، وبه يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم.
القائم (عليه السلام) يحج كل سنة وقد مر ما يدل عليه في حرف الحاء، وفي شباهته بالخضر (عليه السلام).
ويأتي في الباب الخامس ما يدل عليه (2) إن شاء الله تعالى.

١ - تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 5.
2 - في بيان أن من المكارم التي تحصل بالدعاء له التأسي به وقد رآه العمري عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني، ويؤيده أيضا ما رواه في كمال الدين بإسناده عن عبيد بن زرارة قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه (لمؤلفه).
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»