مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٦٨
يوسف غاب عن خاصته وعامته واختفى عن إخوته، وأشكل أمره على أبيه يعقوب، مع قرب المسافة بينه وبين أهله وشيعته. كما في الحديث.
- القائم (عليه السلام) في حديث آخر في كمال الدين (1) عن الباقر (عليه السلام) في بيان شباهته بجمع من الأنبياء قال (عليه السلام) وأما شبهه من يوسف بن يعقوب (عليه السلام) فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي (عليه السلام) مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته، الخبر.
أقول: الأخبار الدالة على كونه (عليه السلام) معنا، واطلاعه علينا كثيرة، ولعلنا نذكر بعضها في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
شباهته بالخضر (عليهما السلام) الخضر (عليه السلام) طول الله عز وجل عمره، وهذا ثابت عند الفريقين، ويدل عليه أخبار كثيرة.
- منها ما في البحار (2) عن المناقب عن داود الرقي، قالا: قال: خرج أخوان لي يريدان المزار، فعطش أحدهما عطشا شديدا، حتى سقط من الحمار وسقط الآخر في يده، فقام فصلى، ودعا الله ومحمدا (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)، كان يدعو واحدا بعد واحد حتى بلغ إلى آخرهم جعفر بن محمد (عليه السلام) فلم يزل يدعوه ويلوذ به، فإذا هو برجل قد قام عليه، وهو يقول يا هذا ما قصتك؟ فذكر له حاله، فناوله قطعة عود، وقال: ضع هذا بين شفتيه ففعل ذلك فإذا هو قد فتح عينيه، واستوى جالسا، ولا عطش به فمضى حتى زار القبر.
فلما انصرفا إلى الكوفة، أتى صاحب الدعاء المدينة، فدخل على الصادق (عليه السلام) فقال له اجلس ما حال أخيك؟ أين العود؟ فقال يا سيدي إني لما أصبت بأخي اغتممت غما شديدا فلما رد الله عليه روحه نسيت العود من الفرح فقال الصادق (عليه السلام): أما إنه ساعة صرت إلى غم أخيك أتاني أخي الخضر، فبعثت إليك على يديه قطعة عود من شجرة طوبى ثم التفت إلى خادم له فقال: علي بالسفط فأتي به ففتحه، وأخرج منه قطعة العود بعينها، ثم أراها إياه حتى عرفها، ثم ردها إلى السفط.
القائم (عليه السلام) طول الله عمره، بل يظهر من بعض الأحاديث، أن الحكمة في تطويل عمر

١ - إكمال الدين: ١ / ٣٢٧ باب ٣٢ ذيل ٧.
٢ - بحار الأنوار: ٤٧ / 138.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»