مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٦٩
الخضر (عليه السلام) أن يكون دليلا على طول عمر القائم (عليه السلام).
- روى الصدوق (ره) في كمال الدين (1) في حديث طويل نذكره في الباب الثامن إن شاء الله تعالى عن الصادق (عليه السلام) أنه قال وأما العبد الصالح الخضر، فإن الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له، بلى، إن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم ما يقدر من عمر الخضر وما قدر في أيام غيبته ما قدر وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم (عليه السلام) وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة.
- وفي كمال الدين (2) أيضا عن الرضا (عليه السلام) قال: إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور وإنه ليأتينا فيسلم علينا، فيسمع صوته ولا يرى شخصه، وإنه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه، وإنه ليحضر الموسم كل سنة، فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة، فيؤمن على دعاء المؤمنين وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته.
الخضر (عليه السلام) اسمه بليا وقيل غير ذلك سمي خضرا لأنه كان لا يجلس على خشبة يابسة إلا اخضرت كما عن الصدوق (ره) وقيل لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله وقيل (3) لأنه كان في أرض بيضاء فإذا هي تهتز خضراء من خلفه، وفي لفظه ثلاث لغات فتح الخاء وكسرها مع سكون الضاد وفتح الخاء مع كسر الضاد.
- القائم (عليه السلام) روى في النجم الثاقب (4) أنه لا ينزل بأرض إلا اخضرت واعشوشبت، ونبع منها الماء فإذا ارتحل غار الماء وصارت الأرض كما كانت.
أقول: لهذا الخبر شواهد أخر يطول ذكرها في هذا المختصر.

1 - إكمال الدين: 2 / 357 باب 33 ذيل 53.
2 - إكمال الدين: 2 / 390 باب 38 ذيل 4.
3 - كما يدل عليه ما في إكمال الدين: 2 / 391 / ح 6.
4 - النجم الثاقب: 84 / فصل 23.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»