مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٥٧
- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لتملأن الأرض ظلما وجورا حتى لا يقول أحد: الله، إلا مستخفيا، ثم يأتي الله بقوم صالحين يملأونها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. وقد مر في حرف الفاء ما يدل على ذلك.
إدريس: لما طالت غيبته اتفق الناس على التوبة إلى الله فأظهره الله تعالى وكشف عنهم البؤس والشدة.
القائم (عليه السلام) لو اتفق الناس على التوبة إلى الله تعالى في أمره، وعزموا على نصره، لأظهره الله تعالى، ويأتي ما يدل على ذلك في الباب الثامن إن شاء الله تعالى.
إدريس (عليه السلام): لما ظهر ذل له الملك الجبار وأهل قريته.
القائم (عليه السلام) إذا ظهر ذلت له الملوك الجبابرة، وجميع أهل العالم. وإن شئت الاطلاع على أحوال إدريس فانظر في الكتب المفصلة، مثل كمال الدين والبحار وحياة القلوب، وغيرها ولو ذكرنا أكثر من ذلك صرفنا عما نحن بصدده فلنكتف بهذا المقدار ونسأل الله تعالى أن يجمع بيننا وبين أوليائه في دار القرار.
باب شباهته بهود (عليهما السلام) هود (عليه السلام) قيل اسمه عابر. بشر بظهوره نوح (عليه السلام).
- روي في كمال الدين (1) عن الصادق (عليه السلام) قال: لما حضرت نوحا الوفاة دعى الشيعة فقال لهم: اعلموا أنه سيكون من بعدي غيبة تظهر الطواغيت، وإن الله عز وجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود، له سمت وسكينة ووقار، يشبهني في خلقي وخلقي، وسيهلك الله أعداءكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يرقبون هودا (عليه السلام)، وينتظرون ظهوره، حتى طال عليهم الأمد، وقست قلوب أكثرهم، فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا عند اليأس منهم، وتناهى البلاء بهم، وأهلك الأعداء بالريح العقيم، التي وصفها الله تعالى ذكره فقال:
القائم (عليه السلام) قد بشر بظهوره بعد غيبته بجميع تلك الخصوصيات كل واحد من آبائه الكرام عليهم الصلاة والسلام. وقد تقدم نبذ منها في باب غيبته فراجع.
هود (عليه السلام): أهلك الله عز وجل الكافرين به بالريح العقيم، كما قال تعالى: * (فأرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم) *.

1 - إكمال الدين: 1 / 135 باب 2 ذيل 4.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»