مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٥٢
- وروى ثقة الإسلام الكليني في الصحيح (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن العلم الذي نزل مع آدم (عليه السلام) لم يرفع، وما مات عالم إلا وقد ورث علمه إن الأرض لا تبقى بغير عالم.
آدم: أحيى الأرض بعبادة الله بعد موتها بكفر بني الجان وطغيانهم.
القائم: يحيي الأرض بدين الله، وعبادته وعدله، وإقامة حدوده، بعد موتها بكفر أهلها وظلمهم وعصيانهم.
- ففي البحار (2) عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: * (يحيي الأرض بعد موتها) *، قال يحيي الله عز وجل بالقائم بعد موتها، يعني بموتها: كفر أهلها، والكافر ميت.
- وفي الوسائل (3) في قول الله عز وجل (4) * (يحيي الأرض بعد موتها) * عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى الأرض لإحياء العدل ولإقامة الحد فيه أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا.
- وفيه عن النبي (صلى الله عليه وآله) (5) قال ساعة إمام عادل أفضل من عبادة سبعين سنة وحد يقام لله في الأرض أفضل من مطر أربعين صباحا.
هذا وإلى متى وحتى متى أقول: آدم والقائم وما خلق آدم إلا لأجل القائم.
أن الذي خلق المكارم حازها * في صلب آدم للإمام القائم باب شباهته بهابيل (عليهما السلام) هابيل (عليه السلام): قتله أقرب الناس إليه، وأمسهم رحما به، وهو أخوه قابيل قال الله تعالى في كتابه العزيز (6) * (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال إنما يتقبل الله من المتقين) *.
القائم: روحي وأرواح العالمين فداه، أراد قتله، وعزم عليه أقرب الناس إليه وأمسهم

١ - الكافي: ١ / ٢٢٣ باب أن الأئمة ورثة العلم ح ٨.
٢ - بحار الأنوار: ٥١ / ٥٤ / ح ٣٧.
٣ - الوسائل: ١٨ / ٣٠٨ باب ١ ح ٣.
٤ - سورة الروم: ١٩.
٥ - الوسائل: ١٨ / ٣٠٨ باب ١ ح ٤.
٦ - سورة المائدة: ٢٧.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»