مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٦٠
القائم (عليه السلام): يلبس هذا القميص بعينه حين يخرج.
- ففي كمال الدين (1) عن مفضل عن الصادق (عليه السلام) قال: سمعته يقول: أتدري ما كان قميص يوسف (عليه السلام) قلت: لا قال: إن إبراهيم (عليه السلام) لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيل (عليه السلام) بالقميص وألبسه إياه فلم يضره معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة وعلقه على إسحاق وعلقه إسحاق على يعقوب فلما ولد يوسف علقه عليه، وكان في عضده حتى كان من أمره ما كان فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب (عليه السلام) ريحه جعلت فداك، فإلى من صار هذا القميص؟ قال إلى أهله، وهو مع قائمنا إذا خرج ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد (صلى الله عليه وآله).
- أقول: لا ينافي هذا الحديث ما رواه الفاضل العلامة المجلسي (ره) في البحار (2) عن النعماني (3) بإسناده عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ألا أريك قميص القائم الذي يقوم عليه، فقلت: بلى فدعا بقمطر ففتحه، وأخرج منه قميص كرابيس، فنشره.
فإذا هو في كمه الأيسر دم، فقال هذا قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي [كان] (4) عليه يوم ضربت رباعيته وفيه يقوم القائم، فقلبت الدم ووضعته على وجهي، ثم طواه أبو عبد الله (عليه السلام) لأنه يحتمل أن يلبس كل واحد منهما في بعض الأحيان ويحتمل أيضا أن يكون قميص إبراهيم معه على عضده أو غيره إذ لا صراحة في الحديث الأول، على كونه (عليه السلام) لابسا له والله العالم.
إبراهيم: بنى البيت، ووضع الحجر الأسود مكانه، قال الله عز وجل (5) * (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) *.
- وفي البرهان (6) وغيره عن عقبة بن بشير، عن أحدهما، أي الباقر والصادق (عليهما السلام) قال (عليه السلام): إن الله عز وجل أمر إبراهيم وإسماعيل البيت كل يوم ساقا، حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود، وقال أبو جعفر (عليه السلام): فنادى أبو قبيس: إن لك عندي وديعة فأعطاه الحجر،

١ - إكمال الدين: ١ / ١٤٢ باب ٥ ذيل ١٠.
٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٥٥ باب ٢٧ ذيل ١١٨.
٣ - غيبة النعماني: ١٢٨.
٤ - زيادة يقتضيها السياق.
٥ - سورة البقرة: ١٢٧.
٦ - تفسير البرهان: ١ / 153 ذيل 1.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»