مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٤٤
معه، الخ إنما هو بسحره، ويدل على ما ذكرنا قوله (عليه السلام): يري الناس أنه طعام، وأما قوله (عليه السلام):
تطوى له الأرض، فإنما هو بسبب عظمة حماره، وهذا الكلام كناية عن سرعة سيره كما لا يخفى.
الثالثة: أن خروج دابة الأرض إنما يكون في زمن ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه، وقد وردت أخبار عديدة بأن المراد بها أمير المؤمنين (عليه السلام).
- فمنها ما في البحار (1) بإسناده عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ألا أحدثك ثلاثا قبل أن يدخل علي وعليك داخل؟ قلت: بلى، فقال أنا عبد الله وأنا دابة الأرض، صدقها وعدلها وأخو نبيها، ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه؟ قال:
قلت: نعم، فضرب بيده إلى صدره فقال: أنا.
قال مؤلف هذا الكتاب محمد تقي الموسوي الأصفهاني عفي عنه: قد ذكرنا معنى قوله (عليه السلام): ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه، الخ، في حرف الزاي المعجمة فراجع.
وأما أبو عبد الله الجدلي راوي هذا الحديث فاسمه عبيد بن عبد ونقل السيد المعتمد البارع السيد مصطفى في كتاب نقد الرجال عن الخلاصة أنه من أولياء أمير المؤمنين (عليه السلام) وخواصه.
- وفي رواية أخرى عنه (2) قال: دخلت على علي (عليه السلام) فقال: أحدثك بسبعة أحاديث إلا أن يدخل علينا داخل، قال: قلت: افعل جعلت فداك! قال: أتعرف أنف المهدي (عليه السلام) وعينه؟ قال: قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ قال (عليه السلام): وحاجبا الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان، قال: قلت: أظن والله يا أمير المؤمنين أنهما فلان وفلان، فقال (عليه السلام): الدابة! وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثها والله مهلك من ظلمها (الخ).
- ومما يناسب ما ذكرناه ويؤكده ما في البحار (3) أيضا، عن معاني الأخبار بإسناده عن عباية الأسدي، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو مشتكي وأنا قائم عليه: لأبنين بمصر منبرا، ولأنقضن دمشق حجرا حجرا ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب،

١ - بحار الأنوار: ٣٩ / ٢٤٣ باب ٨٦ ذيل ٣٢ و ج ٥٣ / ١١٠ / ح ٤.
٢ - بحار الأنوار: ٥٣ / ١١٠ باب الرجعة ذيل ٥.
٣ - بحار الأنوار: ٥٣ / 59 باب الرجعة ح 47.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»