مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١١٨
وجل جلاله، فقتلهم.
السادس: قبائح أعمالنا، وفضائح أفعالنا، فإنها المانعة عن ظهوره (عليه السلام) عقوبة علينا.
- كما عن (1) أمير المؤمنين (عليه السلام): واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله، ولكن الله سيعمي خلقه منها، بظلمهم وجورهم، وإسرافهم على أنفسهم. الخبر.
- وفي توقيع الحجة (عليه السلام) إلى الشيخ المفيد (2): ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا، على حق المعرفة، وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان.
الأمر الثاني: إعلم أن له (عليه السلام) غيبتين إحداهما الصغرى والثانية الكبرى، أما الصغرى فكانت مدتها من حين وفاة أبيه إلى وفاة السمري، في منتصف شعبان، سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة فتكون الغيبة الصغرى ثمان وستين سنة وإن جعلت الغيبة من زمان ولادته، فهي ثلاث وسبعون سنة، فإن ولادته كانت في منتصف شعبان، سنة خمس وخمسين ومأتين.
- كما في الكافي (3) وفيه أيضا بإسناده عن أحمد بن محمد قال خرج عن أبي محمد حين قتل الزبيري: هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه زعم أنه يقتلني، وليس لي عقب، فكيف رأى قدرة الله! وولد له ولد سماه (م ح م د) سنة ست وخمسين ومأتين.
أقول: يمكن الجمع بينه وبين سابقه بجعل الظرف متعلقا بقوله خرج أي خرج التوقيع سنة ست وخمسين ومأتين أو بحمل إحداهما على الشمسية والأخرى على القمرية ذكرهما الفاضل المحدث المجلسي (ره) في البحار (4).
الأمر الثالث: أنه ليس لغيبته الكبرى التي مبدؤها وفاة السمري رضي الله عنه أمد محدود ولا أجل موعود، بل لله الحكم في وقت ظهوره، وإشراق نوره، ويدل على ذلك أخبار مستفيضة.

١ - بحار الأنوار: ٥١ / ١١٣.
٢ - الإحتجاج: ٢ / ٣٢٥.
٣ - الكافي: ١ / ٥١٤ باب مولد الصاحب (عليه السلام) ح ١.
٤ - بحار الأنوار: ٥٣ / 177 توقيع 8.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»