مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٠٧
- فعن النبي (صلى الله عليه وآله) في كمال الدين (1): إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر، أولهم أخي، وآخرهم ولدي. قيل: يا رسول الله، ومن أخوك؟ قال:
علي بن أبي طالب. قيل فمن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى ابن مريم، فيصلي خلفه، وتشرق الأرض بنوره، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب.
- وعن سيد الشهداء (2) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم، حتى يخرج رجل من ولدي، فيملأها عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما كذلك سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول.
أقول: الأخبار في هذا المعنى متواترة جدا، ونذكر بعضها فيما يأتي إن شاء الله تعالى، والذي يظهر لي من تتبع موارد الاستعمال أن العدل أعم من القسط، فإن القسط يستعمل في مقام توفية حق الغير، مثل مقام أداء الشهادة والقضاء والكيل والوزن ونحوها، والعدل يستعمل فيما يستعمل فيه القسط وفي غيره.
وبعبارة أخرى: القسط لا يستعمل إلا فيما يرجع إلى الغير. والعدل يستعمل في ما يرجع إلى النفس والغير.
فالعدل موافقة الحق مطلقا والقسط موافقة الحق في مورد الخلائق، وإن شئت تصديق ما ذكرنا فارجع إلى الآيات الشريفة القرآنية المذكور فيها العدل والقسط، والجور ضد القسط والظلم ضد العدل، فالظلم هو التجاوز عن الحق مطلقا، والجور هو التجاوز عن الحق الراجع إلى الغير.
والأحاديث الواردة بهذا المضمون تدل على أن الحكام والرؤساء والقضاة يجورون في حكومتهم بين الناس في آخر الزمان، وهم يظلمون أنفسهم وغيرهم أيضا، وإذا ظهر القائم (عليه السلام)، رفع الجور وعدل في الحكومة بينهم، واجتث أصل الظالمين وفرعهم، بحيث يشمل عدله جميع العالم فلا يظلم أحد أحدا.

1 - إكمال الدين: 1 / 280 باب 24 ذيل 28.
2 - إكمال الدين: 318 باب 30 ح 4.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»