مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١١٤
ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلا وقسطا، هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله وكنيه (صلى الله عليه وآله)، وهو الذي تطوى له الأرض، ويذل له كل صعب، ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض، وذلك قول الله عز وجل * (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير) * فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص، أظهر الله أمره، فإذا أكمل له العقد، وهو عشرة آلاف رجل، خرج بإذن الله عز وجل، فلا يزال يقتل أعداء الله، حتى يرضى الله تعالى.
قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيدي وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما.
- وعن علي بن مهزيار (1) قال كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) أسأله عن الفرج، فكتب إلي: إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين، فتوقعوا الفرج.
- وعن (2) أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمد الحسن ابن علي، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق، إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه ينزل الغيث وبه يخرج بركات الأرض، قال:
فقلت له: يا بن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعا فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله عز وجل، وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سمي رسول الله وكنيه (عليه السلام) الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأمة مثل الخضر ومثل ذي القرنين والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته، ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه، فقال أحمد بن إسحاق فقلت: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟
فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا

1 - إكمال الدين: 2 / 308 باب 37 ذيل 2.
2 - إكمال الدين: 2 / 384 باب 38 ذيل 1.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»