مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١١١
فقال (عليه السلام): أي والذي بعث محمدا بالنبوة، واصطفاه على جميع البرية، ولكن بعد غيبة وحيرة، لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون، المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا، وكتب في قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه.
- وعن أصبغ بن نباتة (1) قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فوجدته متفكرا، ينكت الأرض فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض، أرغبت فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها، ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما تكون له حيرة وغيبة تضل فيها أقوام وتهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين وإن هذا لكائن؟
فقال (عليه السلام): نعم كما أنه مخلوق، الخبر.
- وعنه (عليه السلام) (2) قال: للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه، ولم يقس قلبه لطول غيبة إمامه، فهو معي في درجتي يوم القيامة، ثم قال (عليه السلام): إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه.
- وعنه (عليه السلام) (3) قال حين ذكر عنده القائم: أما ليغيبن حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد (صلى الله عليه وآله) حاجة.
- وعن الحسن بن علي (عليه السلام) (4) قال: ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى ابن مريم خلفه، فإن الله عز وجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة النساء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته، في صورة شاب دون أربعين سنة، وذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير.
- وعن الحسين بن علي عليهما السلام (5) قال: قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي،

1 - إكمال الدين: 1 / 289 باب 26 ذيل 1.
2 - إكمال الدين: 1 / 303 باب 26 ذيل 14.
3 - إكمال الدين: 1 / 303 / ح 15.
4 - إكمال الدين: 1 / 316 باب 29 ح 2.
5 - إكمال الدين: 2 / 317 باب 30 ذيل 2.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»