مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٠٩
سنون كسني يوسف عليه السلام و (ق) قذف وخسف ومسخ يكون في آخر الزمان، الخ.
ولا يخفى أن الفرج بعد الشدة، والعطاء بعد الضيق والمشقة، أهنأ من غيره، وإلى ذلك أشار (عليه السلام) في صدر الحديث بقوله: عند انقطاع من الزمان، وظهور من الفتن، ويمكن أن يكون ذلك من جهة عدم شوب عطائه بالمن، كما هو دأب أكثر الناس فإنهم إن أعطوا أعطوا قليلا، ومنوا كثيرا، ومن جهة كونه أكرم الناس وأعظمهم شأنا. ولا ريب أن عطاء الكريم أهنأ من غيره. أو من جهة كثرة عطائه:
- فقد ورد (1) من طريق العامة، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بلا عدد.
- وفي حديث آخر، عنه (صلى الله عليه وآله) في وصف القائم (عليه السلام) والمال يومئذ كثير يقول الرجل:
يا مهدي أعطني، فيقول: خذ. رواهما في غاية المرام (2) وتقدم في سخائه ما يناسب المقام، ويأتي في كرمه ما له دخل في هذا المطلب إن شاء الله تعالى.
عزلته (عليه السلام) عن الناس مر في خوفه ما يدل عليه.
- وفي الصحيح (3) عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة، ولا بد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة.
- وفي قضية إبراهيم بن مهزيار المروية في كمال الدين (4) وغيره قال (عليه السلام): إن أبي عهد إلي أن لا أوطن من الأرض إلا أخفاها وأقصاها، إسرارا لأمري وتحصينا لمحلي من مكائد أهل الضلال والمردة، من أحداث أمم الضوال. إلى آخر ما قال (عليه السلام).
عبادته (عليه السلام) - يدل على ذلك ما روي عن الكاظم (عليه السلام) في وصفه (عليه السلام): يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل.

١ - بحار الأنوار: ٥١ / ١٠٥.
٢ - غاية المرام: ٧٠، المعجم الأوسط للطبراني: ٥ / ٣١١.
٣ - بحار الأنوار: ٥٢ / 157 / ح 20.
4 - إكمال الدين: 2 / 447 باب 43 ذيل 19.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»