فهذي الكرامة لا ما غدا * يلفقه الفاسق الفاجر أدم ذكرها يا لسان الزمان * وفي نشرها فمك العاطر وهنئ بها سر من رآى ومن * به ربعها آهل عامر هو السيد الحسن المجتبى * خضم الندى غيثه الهامر وقل يا تقدست من بقعة * بها يهب الزلة الغافر كلا أسميك في الناس باد له * بأوجههم أثر الظاهر فأنت لبعضهم سر من رأى * وبه يوصف الخاسر لقد أطلق الحسن المكرمات * محياك فهو بها سافر فأنت حديقة زهو به * وأخلاقه روضك الناضر عليم توقى بحجر الهدى * ونسج التقى برده الظاهر إلى أن قال سلمه الله تعالى:
كذا فلتكن عترة المرسلين * وإلا فما الفخر يا فاخر (1) الحكاية السادسة والثلاثون: وفيه حدثني الثقة الأمين آغا محمد المجاور لمشهد العسكريين المتولي لأمر الشموعات لتلك البقعة العالية فيما ينيف على أربعين سنة قال:
كان رجل من أهل سامراء من أهل الخلاف يسمى مصطفى الجمود وكان من الخدام الذين ديدنهم أذية الزوار وأخذ أموالهم بطريق فيها غضب الجبار وكان أغلب أوقاته في السرداب المقدس على الصفة الصغيرة خلف الشباك الذي وصفه هناك من الزوار ويشتغل بالزيارة، يحول الخبيث بينه وبين مولاه فينبهه على الأغلاط المتعارفة التي لا يخلو أغلب العوام منها بحيث لم يبق لهم حالة حضور وتوجه أصلا، فرأى ليلة في المنام الحجة من الله الملك العلام (عليه السلام) فقال له: إلى متى تؤذي زواري ولا تدعهم أن يزوروا؟ ما لك والدخول في ذلك؟
خل بينهم وبين ما يقولون فانتبه وقد أصم الله أذنيه فكان لا يسمع بعده شيئا واستراح منه الزوار وكان كذلك إلى أن ألحقه الله بأسلافه في النار (2).