إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٣٥
ومعطيها، فسألته عن ذلك لأقيده باسمه فأخذ يماطلني في ذلك ليلا ونهارا إلى أن انقضى علينا أيام فأصررت عليه فيه، فقال: أخبرك به على أن لا تخبر أحدا بذلك ما دمنا أنا والمعطي أحياء ثم قال: رأيت إمام زماني في الطيف وسألني عن بيع البستان فبعته إياه واشتراه مني بمائة تومان وحول المبلغ إلى السيد العالم الفاضل السيد أسد الله بن حجة الإسلام السيد محمد باقر أعلى الله مقامه، وهو الذي سعى في جري الماء في النجف الأشرف، والسيد المرحوم حينئذ كان مقيما في النجف، فقمت فزعا متحيرا في إظهاره إياه وكنت أحاذر تكذيبه إياي فقلت في نفسي: إن حالي غير خفي على كل أحد وإني مأمور معذور فأتيته لأخبره، فلما صرت بالباب وقرعته فإذا به قد صاح من داخل الدار: اصبر اصبر فقد أتيتك، فتحيرت في ذلك وقلت: فلعله رآني من شق الباب فخرج إلي وأخذ يقبلني ويقول: قبول قبول، ثم دخل وأخرج هذه الصرة وأعطاني إياها، وهذا ما حول الإمام فاضمره ولا تخبر به أحدا ما عشت أنا والسيد، واشتهرت بعد ذلك ببستان الصاحبية (1).
الحكاية الثالثة والعشرون: في جنة المأوى: قال آية الله العلامة الحلي (رحمه الله) في آخر منهاج الصلاح في الدعاء المعروف وهو دعاء العبرات وهو روي عن الصادق (عليه السلام) جعفر بن محمد، وله من جهة السيد السعيد محمد بن محمد بن محمد الاوي (رحمه الله) حكاية معروفة بخط بعض الفضلاء في هامش ذلك الموضع:
روى المولى السعيد فخر الدين محمد بن الشيخ الأجل جمال الدين عن والده عن جده الفقيه يوسف عن السيد الرضي المذكور أنه كان مأخوذا عند أمير من أمراء السلطان جرماغون مدة طويلة مع شدة وضيق فرأى في نومه الخلف الصالح المنتظر (عليه السلام)، فبكى وقال: يا مولاي اشفع في خلاصي من هؤلاء الظلمة. فقال (عليه السلام): ادع بدعاء العبرات. فقال: وما دعاء العبرات؟ فقال (عليه السلام): إنه في مصباحك. فقال: يا مولاي ما في مصباحي. فقال (عليه السلام): انظر تجده، فانتبه من منامه وصلى الصبح وفتح المصباح فلقى ورقة مكتوب فيها هذا الدعاء بين أوراق الكتاب فدعا أربعين مرة.

1 -
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»