إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٦٧
البيان وغيره (1).
الآية الرابعة: قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه إن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت) * (2) قال نمرود: * (أنا أحيي وأميت) * أي أنا أحيي بالتخلية من الحبس من وجب عليه القتل وأميت بالقتل من شئت ممن هو، قال إبراهيم: * (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين) * (3) وفي هذه الآية دلالة على إمكان الرجعة بل على وقوعها لما أتى في الحديث: أن الله تعالى أحيى بدعائه الموتى وأن كل ما كان في الأمم السالفة يقع مثله في هذه الأمة (4).
الآية الخامسة: قوله تعالى: * (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مأة عام وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير) * (5) وهذه حكاية عزير النبي (عليه السلام) وشرح حاله وقريته مشروحة في تفسير مجمع البيان وغيره (6).
الآية السادسة: قوله تعالى * (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ثم أدعهن يأتينك سعيا) * (7).
وفي ذلك أخبار منها عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه رأى جيفة تمزقها السباع فتأكل منها سباع البر وسباع الهواء والدواب فسأل الله سبحانه إبراهيم فقال: يا رب قد علمت أنك تجمعها من بطون سباع الطير ودواب البحر فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك (8).
وغير ذلك أخبار مختلفة بطرق متعددة من كتب التفاسير ومن الكافي والعلل

١ - الطرائف: ١ / ١٩١ ونور البراهين: ٢ / ٤٥٤.
٢ - سورة البقرة: ٢٥٨.
٣ - سورة البقرة: ٢٥٨.
٤ - عيون أخبار الرضا: ١ / ٢١٨ والاحتجاج: ١ / ٥.
٥ - سورة البقرة: ٢٥٩.
٦ - تأويل الآيات: ١ / ٢٩٥.
٧ - سورة البقرة: ٢٦٠.
٨ - نور البراهين: ١ / 338.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»