إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٨٣
قال ميثم التمار: فنهض غلام أضوء من الشمس أضعافا ومن القمر أوصافا فقال: لبيك لبيك يا حجة الله على الأنام المتفرد بالفضل والإنعام فعند ذلك قال: يا غلام من قتلك؟
قال: قتلني عمي الحارث بن غسان، قال له الإمام: انطلق إلى قومك فأخبرهم بذلك، فقال له: يا مولاي لا حاجة بي إليهم أخاف أن يقتلوني مرة أخرى ولا يكون عندي من يحييني، قال: فالتفت الإمام إلى صاحبه وقال له: امض إلى أهلك فأخبرهم، قال: يا مولاي والله لا أفارقك، بل أكون معك حتى يأتي الله بأجلي من عنده فلعن الله من اتضح له الحق وجعل بينه وبين الحق سترا، ولم يزل بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى قتل بصفين، ثم إن أهل الكوفة رجعوا إلى الكوفة واختلفوا أقوالا فيه (1).
الخبر الثاني عشر: في الدمعة عن رجال الكشي عن أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال: رأيت رجلا من يعرف بأبي زينبه فسألني عن أحكم بن بشار المروزي عن قصته وعن الأثر الذي في حلقه، وقد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخيط كأنه أثر الذبح فقلت له: قد سألته مرارا فلم يخبرني قال: فقال كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فغاب عنا أحكم من عند القصر ولم يرجع إلينا في تلك الليلة، فلما كان في جوف الليل جاء لنا توقيع من أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أن صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد (2) في مزبلة كذا وكذا فاذهبوا وداووه بكذا وكذا فذهبنا ووجدناه مذبوحا مطروحا كما قال (عليه السلام) فحملناه فداويناه بما أمر به فبرئ من ذلك. قال أحمد بن علي: كانت قصته أنه تمتع ببغداد في دار قوم فعلموا به وأخذوه وذبحوه ودرجوه في لبد وطرحوه في مزبلة. قال أحمد: وكان أحكم إذا ذكر عنده الرجعة فأنكرها أحد يقول: أنا أحد المكرورين (3).
الخبر الثالث عشر: في الدمعة عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف كانت ولادة فاطمة؟
قال (عليه السلام): نعم، إن خديجة (عليها السلام) لما تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هجرتها نسوان مكة فلم

١ - مدينة المعاجز: ١ / ٢٥١ وفيه: عمي حريث بن رفعة بدل الحارث بن غسان.
٢ - اللبد: بساط من صوف أو غيره يجعل على ظهر الفرس.
٣ - مناقب آل أبي طالب: ٣ / 501.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»