إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢١٧
لرسول الله، فقال: آمنت بالله وبرسوله، ثم قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ماذا ترى؟ قال ابن صياد:
يأتيني صادق وكاذب، فقال رسول الله: خلط عليك الأمر، ثم قال له رسول الله: إني خبأت لك خباء فقال ابن الصياد: هو الدخ، فقال له رسول الله: اخسأ فلن تعدو قدرك، فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول الله أضرب عنقه؟ فقال رسول الله: إن يكن هو فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله (1).
(وفيه): انطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك وأبي بن كعب إلى النخلة التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله طفق يتقي بجذوع النخل، وهو يحتال أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد، فرآه رسول الله وهو مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها زمزمة، فرأت أم ابن صياد رسول الله وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف - وهو اسم ابن صياد - هذا محمد، فثار ابن صياد فقال رسول الله: لو تركته بين، فقام رسول الله في الناس فأثنى على الله تعالى بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه أتعلمون إنه أعور وإن الله ليس بأعور (2).
(وفيه) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان حذر الناس الدجال أنه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرأه كل من كره عمله، أو يقرأه كل مؤمن. وقال: هلموا إنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت، وابن صياد هو الدجال (3).
(وفيه) إن جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صياد هو الدجال. فقيل: تحلف بالله! قال:
سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي (صلى الله عليه وآله) فلم ينكره النبي (صلى الله عليه وآله) (4).
(في البيان) روي عن عامر بن شراحيل الشعبي: شعب شمذان دخل على فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول فقال: حدثيني حديثا سمعته عن رسول الله لا يسند إلى أحد غيره؟ فقالت: لئن شئت لأفعلن. فقال لها: أجل حدثيني. فقالت:
نكحت ابن المغيرة، وكان من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول

١ - العمدة: ٤٤٠ بتفاوت وكمال الدين: ٥٢٨.
٢ - كتاب الفتن لنعيم: ٣١٧، العمدة: ٤٤١.
٣ - العمدة: ٤٤١ ح 925.
4 - المصدر السابق.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»