إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢١٥
في ذكر الدجال وبعض أخباره وحالاته الفرع التاسع في ذكر الدجال وبعض أخباره وحالاته وهو المسيح الكذاب والقبيح المرتاب الذي استحق بسوء اختياره أليم العذاب، واستوجب شديد العقاب، المعروف بالأعور الدجال عليه من الله اللعنة على الدوام والاتصال.
في الدمعة الساكبة عن مشكاة المصابيح عن أبي بكرة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور أخرس - أي عظيم السن وأقله منفعة - تنام عيناه ولا ينام قلبه، ثم نعت لنا رسول الله أبويه فقال: أبوه طويل ضرب اللحم (1)، كأن أنفه منقار، وأمة امرأة فرضاخية (2) طويلة اليدين، فقال أبو بكرة: فسمعنا بمولود في اليهود بالمدينة فذهبت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيهما، فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد ثم ولد لنا غلام أعور أخرس وأقله منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه. قال: فخرجنا من عندهما فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة وله همهمة فكشف عن رأسه فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟
قال: نعم تنام عيناي ولا ينام قلبي (3).
في الكافي عن ابن عمر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى ذات يوم بأصحابه الفجر، ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار المدينة، فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت: ما تريد يا أبا القاسم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أم عبد الله استأذني لي على عبد الله، فقالت: يا أبا القاسم:
وما تصنع بعبد الله فوالله إنه لمجهود (4) في عقله، يحدث في ثوبه، وإنه ليراودني على الأمر العظيم. فقال: استأذني لي عليه، فقالت: أعلى ذمتك؟ قال: نعم. قالت: أدخل فدخل فإذا هو في قطيفة يهينم (5) فيها. فقالت أمه: اسكت واجلس، هذا محمد أتاك، فسكت، فقال

١ - ضرب اللحم: خفيف اللحم المستدق كما في النهاية.
2 - الفرضاخية: الضخمة العظيمة.
3 - مصابيح البغوي: 3 / 514 ح 4257 والمصنف لابن أبي شيبة: 8 / 652 ح 27.
4 - المجهود: المضروب.
5 - الهينمة: الصوت الخفي.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»