الله، ولما تأيمت (1) خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب محمد، وخطبني رسول الله على مولاه أسامة بن زيد وكنت حدثت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من أحبني فليحب أسامة، فلما كلمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلت: أمري بيدك فأنكحني من شئت. فقال: انتقلي إلى بيت أم شريك، وأم شريك امرأة غنية عظيمة النفقة في سبيل الله تنزل عليه الضيفان، فقلت:
سأفعل، قال: لا تفعلي إن أم شريك كثيرة الضيفان فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، وينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم، وهو رجل من بني فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه، فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي، منادي رسول الله ينادي: الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله، فكنت في الصف الذي يلي ظهور القوم.
فلما فرغ رسول الله من صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال: هل تدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفأوا إلى جزيرة في البحر حين مغرب الشمس، فجلسوا في ما يقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة، أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره لكثرة الشعر فقالوا: ويلك من أنت؟ قالت: أنا الجساسة.
قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: سمت لنا رجلا فزعنا منها أن تكون شيطانة.
قال: انطلقنا سريعا حتى دخلنا الدير فإذا أعظم إنسان ما رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ قلنا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقينا دابة أهلب كثيرة الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا: ويلك ما