إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٠٤
إلي أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا. قلت: على ما بعثوا؟ قال: بعثتهم على نبوتك وولاية علي بن أبي طالب والأئمة منكما، ثم عرفني الله تعالى بهم وبأسمائهم، ثم ذكر رسول الله للجارود أسماءهم واحدا واحدا إلى المهدي (عليه السلام)، ثم قال: قال لي الرب:
هؤلاء أوليائي وهذا المنتقم من أعدائي، يعني المهدي (1).
وقد ذكر صاحب الروضة أن هذا الاستسقاء كان قبل النبوة بعشر سنين، وشهادة سلمان بمثل ذلك مشهورة (2).
الزهرة الثانية اعلم أن انحصار عدد الأئمة في اثني عشر بوجوه:
الأول: أن الإيمان والإسلام مبني على أصلين أحدهما: لا إله إلا الله، والثاني: محمد رسول الله، وكل واحد من هذين الأصلين مركب من اثني عشر حرفا، والإمامة فرع الإيمان المتأصل والإسلام المقرر، فيكون عدة القائمين بها اثنا عشر كعدد كل واحد من الأصلين المذكورين.
الثاني: أن الله تعالى أنزل في كتابه العزيز * (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) * (3) فجعل عدة القائمين بفضيلة الإمامة والتقدمة بها مختصة به، ولهذا لما بايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأنصار ليلة العقبة قال لهم: اخرجوا لي منكم اثني عشر نقيبا كنقباء بني إسرائيل، ففعلوا فصار ذلك طريقا متبعا وعددا مطلوبا.
الوجه الثالث: قال الله تعالى * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وقطعناهم اثني عشرة أسباطا) * (4) فجعل الأسباط الهداة في الإسلام اثني عشر.
الوجه الرابع: أن مصالح العالم في تصرفاتهم لما كانت في حصولها مفتقرة إلى الزمان، لاستحالة انتظام مصالح الأعمال وإدخالها في الوجود الدنياوي بغير الزمان، وكان الزمان عبارة عن الليل والنهار، وكل واحد منهما حال الاعتدال مركب عن اثني عشر جزءا يسمى

١ - كمال الدين: ١١١ - ١١٢، ومناقب آل أبي طالب: ١ / ٢٤٧.
٢ - ٣ - المائدة: ١٢.
٤ - الأعراف: ١٦٠.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»