إخلاص متى ذكرته قال الحفيظان معي آمينا) ثم غلبه وغلبهم البكاء وعندها استأذنوا منه في المسير بعد أن اعترفوا وأذعنوا بولايته وذكروا له أن وجدنا في كتبنا صورة محمد (ص) وسيدة النساء وصورتك وصورة الحسنين وهي موجودة عندنا، وسيرد علينا بعد هذا الرجل جماعة من قريش ويريهم ملكنا تلك الصورة مع صور الأنبياء التي هي عندنا، فأمرهم الأمير (ع) بالرجوع وكتمان أمرهم، وألزمهم بالتقية إلى زمان خلافته، وقال: إن من مات منكم قبل حضور وقت جهادي لأعداء الله مات شهيدا، فحينئذ قبل القوم يديه ورجليه ورجعوا إلى أهاليهم.
وهذا ما انتهى إلينا من هذا الخبر الشريف المشتمل على فوائد جمة كل فائدة منها تكفي في إثبات دين الإمامية وفساد ما يزعمونه أهل السنة، وكل فقرة من فقراته قرينة قطعية على صحته وصدوره من سلمان عليه الرضوان، وأكثر الأدلة العقلية واعتقادات الإمامية في هذا الحديث الشريف موجود، والظاهر إن علماء أهل السنة مثل الروزبهاني وسعد الدين التفتزاني وغيرهم إذا اطلعوا على هذا الحديث وأمثاله يعلنون بأنه من مفتريات الشيعة، أو يزعمون بأنه خبر واحد لا يثبت به العلمية فلا يكون دليلا وكل ذلك ينشأ من هوى النفس وعدم التدبر والإنصاف في هذه الأحاديث، فإن المتنظر إذا نظر إلى طول هذا الخبر وتفاصيله بحيث إن كل فقرة منه مطابقة لآية من القرآن مع إن أهل الكتاب يصدقون ويعترفون بما نقل فيه من كتب الأنبياء والسابقين، فكيف يظن فيه الجعل والافتراء؟ فما ذلك إلا من عيون عمياء وقلوب ما أنكشف عنها الغطاء، مضافا إلى إن نقلة هذا الحديث وإن لم يكونوا بدرجة