رسالة في الإمامة - الشيخ عباس ( نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ) - الصفحة ١٢٨
الذي هداك أيها الرجل إلى الحق وهدى من معك غير إنه يجب أن تعلم إن علم النبوة في أهل بيت صاحبها، والأمر بعده لما خاطبت أولا برضاء الأمة، وإصلاحها عليه، وتخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة الخليفة، فقال الجاثليق: عرفت ما قلت أيها الرجل وأنا على يقين من أمري فيما أسررت وأعلنت، وانصرف الناس، وتقدم عمر أن لا يذكر هذا المجلس بعد، وتوعد على من ذكره بالعقاب، وقال: أما والله لولا إني أخاف أن تقول الناس قتل مسلما لقتلت هذا الشيخ ومن معه، فإني أظن إنهم شياطين أرادوا الإفساد على هذه الأمة، وإيقاع الفرقة بينها، فقال الأمير (ع): يا سلمان أما ترى كيف يظهر الله الحجة لأوليائه وما يزيد ذلك قومنا إلا نفورا.
وكذلك كل واحد من الأئمة له مباحثات في عهده مع أهل الأديان الباطلة، ويظهره الله عليهم فيفلجهم ويدفع شبهاتهم فيسلم لذلك بعضهم، ومن نظر بالعيون وتفكر في مباحثات ثامن الأئمة (ع) في أصول الدين، وفي الإمامة لرأى مالا عين رأت مثله ولا أذن سمعت شكله، والمأمون في عهد سلطنته جمع العلماء من المسلمين وغيرهم للمناظرة مع الرضا (ع) بألسنة مختلفة وكلهم قطعهم الرضا (ع) وكأنه هو الذي صار سبب حسد المأمون له إلى أن دس له السم، ولولا وجود الأئمة (ع) لاختل أمر الدين من كثرة شبه المعاندين الذين يدخلون في الأذن بغير أذن، ويستغوون ضعفاء العقول من العوام. وذكر جماعة من الخاصة وغيرهم إن الناس في أيام الهادي (ع) أجدبوا وحصل القحط لقلة الغيث، فخرج
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»