رسالة في الإمامة - الشيخ عباس ( نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ) - الصفحة ٩٥
في التأخير، وكان مع النبي ما يزيد على ستين ألف واحد من الناس ومعه رؤساء المهاجرين والأنصار، وحينئذ أمر (ص) بأن يصنع له منبرا من الأقتاب فصنع له ذلك، وأمر بجمع الناس فجمعوا في صعيد واحد، وصعد النبي على تلك الأعواد المصنوعة من الحودج والأكوار، ثم وعظ الناس وخطب خطبة بليغة لم يسمع السامعون مثلها حتى قال: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قالوا بلى يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي حتى بان بياض إبطيهما ورأه كل من حضر، وقال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وآل من والاه، وعاد من عاداه، وأدر الحق معه حيث دار).
وروى هذا الحديث جماعة من معتبرين أهل السنة، مثل محمد بن جرير الطبري رواه بسبعين طريق، وابن عقده بمائة وخمس طرق، وبعض منهم رواه بمائة وخمسين طريقا، وبعض بمائة وخمسة وعشرين طريقا، وعن مسند بن حنبل، وتفسير الثعلبي، وابن المغازلي، وابن مردويه وعقد بن عقد ربه مرويا بطرق متعددة، ورواه مسلم وداود السجستاني، والترمذي في صحيحهما بطرق متكثرة، وروى في الجمع بين الصحيحين، وفي الجمع بين الصحاح الست باثني عشرة طريقا. وقال ابن المغازلي بعد روايته: هذا حديث صحيح.
وجملة الأمر إن هذا الحديث مروي بطرق متشعبة في كتب أهل السنة بحيث إنه لا يمكن إنكاره لأحدهم ولا يتيسر، ونقل عن الشافعي الشامي، وأبو المعالي الجويني، وابن الجزري الشافعي وغيرهم، إنهم وجدوا كتب وتصانيف عديدة دونت في ضبط هذا الحديث، وقال الإمام الغزالي في سر العالمين ما نصه: (قال رسول الله (ص) لعلي يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا أبا
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»