إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٥٥
ويترتب على ذلك صحة النذر والعهد وانعقادهما على لبسه في مأتمه (ع) فضلا عن اليمين عليه بخلاف ما لو قلنا بمقالة شيخنا الخال العلامة أعلى الله تعالى في الدارين مقامه.
فلا ينعقد شئ منهما لاشتراط انعقادهما برجحان متعلقهما شرعا على ما يظهر من النص والفتوى وكذلك الأخير وإن كان أوسع دائرة منهما بناءا على اشتراط انعقاده بمجرد عدم مرجوحية متعلقة ولو لم يكن راجحا كالمباح والظاهر أنه لا فرق سيما على ما حققناه بين لبسه في مأتم مولانا الحسين أرواحنا له الفداء وغيره من النبي صلى الله عليه وآله أو غيره من سائر الأئمة عليهم السلام:
بل النبي صلى الله عليه وآله كمولانا الأمير (1) صلوات الله عليهما أولى بذلك

(١) ففي الدرجات الرفيعة للسيد المدني قده ص ١٤٧ كما في ص ١٤ من فضائل الأشراف من طبع النجف الأشرف: أنه لما توفي أمير المؤمنين عليه السلام خرج عبيد الله بن العباس إلى الناس فقال إن أمير المؤمنين توفي وقد ترك خلفا فإن أحببتم خرج إليكم وإن كرهتم فلا أجد على أحد فبكى الناس وقالوا يخرج إلينا فخرج الحسين عليه السلام وعليه ثياب سود فخطب بهم فقال:
أيها الناس اتقوا الله فإنا أمراؤكم وأوليائكم وإنا أهل البيت الذين قال الله تعالى فينا إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فبايعه الناس انتهى.
وهذه الرواية محكية أيضا عن شرح النهج لابن أبي الحديد ولم يحضرني الآن موضعه لعدم وجود الكتاب عندي فلاحظ.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»