ولو نسي شوطا منه وتذكره قبل أن ينصرف ويفعل المنافي أتمه وصح طوافه وكذا لو تذكر النقصان بعد الانصراف وكان شوطا أو شوطين بل لو تم الأربعة أتمه وصح أيضا وكذا لو قطع الطواف لمرض لا يتمكن معه من الإتمام أو لعروض حدث أصغر كان أكبر أو حاجة أو لدخول الكعبة وهذا كله إذا كان الطواف واجبا وأما لو كان مندوبا بنى مطلقا ولا فرق في جميع صور النقصان والقطع بين الجهل والعمد والنسيان المطلب الثامن في السعي هداية يجب السعي بين الصفا والمروة في كل حج وعمرة فلو نقص ولو خطوة بل أقل منها وجب الإتيان بها ويجب فيه النية والأظهر الاكتفاء بالقربة والأحوط اعتبار الوجوب أو الندب ويعتبر مقارنتها لأول العمل واستدامتها إلى الفراغ ويجب الابتداء بالصفا والختم بالمروة وأن يسعى سبعا بأن يجعل الذهاب شوطا والإياب آخر ولو عكس عمدا أو سهوا أو جهلا بطل وأن يمشي في الطريق المتعارف لا أن يدخل من باب من المسجد الحرام وخرج من آخر وأن يمشي مستقبلا لا قهقهرى فلو خالف بطل بخلاف ما لو التفت إلى اليمين أو الشمال ويجوز السعي راكبا ولكن المشي أفضل ولا يجب الصعود إلى الصفا ولا إلى المروة ولا إلى درج فيهما ولكن يلصق عقبه بالصفا ورؤس أصابع رجله بالمروة أو يصعد إليهما قليلا في كل شوط ليحصل الابتداء بالأول والاختتام بالثاني والأحوط اعتبار إلصاق القعب والأصابع في الرجلين لا الاكتفاء بأحدهما هداية يستحب فيه الطهارة من الحدث والأحوط عدم تركها وكذا من الخبث ويستحب استلام الحجر كما مر في الطواف وتقبيله والشرب من زمزم مع الإمكان قبل الخروج من المسجد وأن يقول عند الشرب اللهم اجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم ويستحب أن يمشي إلى زمزم ويستقي ذنوبا أو ذنوبين ويشرب منه ويصب على رأسه وظهره وبطنه ويدعو بما مر وأن يكون الاستقاء من الدلو المحاذي للحجر وأن يخرج إلى الصفا من بابه وهو المقابل للحجر الأسود الداخل الآن في المسجد وعلامته عمودان فيخرج من بينهما والأولى أن يخرج من الباب المحاذي لهما ويستحب أن يسعى مع سكينة ووقار وأن يصعد من الصفا حتى يرى الكعبة ويواجه وجهه ركن العراقي ويحمد الله ويثني عليه ويذكر من نعمه وامتحاناته وإحساناته ما استطاع فيقول الله أكبر سبعا والحمد لله كذلك ولا إله إلا الله كذلك ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت وهو على كل شئ قدير ثلاثا فيصلي على محمد (ص) ويقول الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولينا والحمد لله الحي القيوم والحمد لله الحي الدائم ثلاثا ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون ثلاثا ويقول اللهم إني أسألك العفو والعافية واليقين في الدنيا والآخرة ثلاثا ويقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ثلاثا فيقول الله أكبر مائة مرة ولا إله إلا الله كذلك والحمد لله كذلك وسبحان الله كذلك وبعد ذلك يقول لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد وحده وحده اللهم بارك لي في الموت فيما بعد الموت اللهم إني أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته اللهم أظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك فيقول كثيرا أستودع ربي ديني ونفسي وأهلي فيقول أستودع الله الرحمن الرحيم الذي لا يضيع ودايعه نفسي وديني وأهلي اللهم استعملني على كتابك وسنة نبيك وتوفني على ملته وأعذني من الفتنة فيقول الله أكبر ثلاثا فيعيده مرتين فيقول الله أكبر فيعيده مرة ويحتمل أن يكون المقصود من الإعادة في المقامين إعادة أستودع الله إلى الآخر والجمع
(١٦٣)