عن عمران بن حصين رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال: ما هذا؟ قال من الواهنة فقال انزعها
____________________
إلا الذي فطرني) فاستثنى من المعبودين ربه وذكر سبحانه أن هذه البراءة وهذه الموالاة هي تفسير شهادة أن لا إله إلا الله فقال: (وجعلها كلمة باقية في عقبة لعلهم يرجعون). ومنها أية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم (وما هم بخارجين من النار) ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله فدل على أنهم يحبون الله حبا عظيما ولم يدخلهم في الاسلام فكيف بمن أحب الند حبا أكبر من حب الله، فكيف بمن لم يحب إلا الند وحده ولم يحب الله؟ وفيها قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها بل ولا الإقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها ويا له من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعها للمنازع.