دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ٩٢
ثالثا: التأمل في السند، فإن يحيى بن بكير - وهو يحيى بن عبد الله بن بكير - ضعفه البعض كالنسائي وأبي حاتم.
قال النسائي: ضعيف، وقال في مورد آخر: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. (1) 5 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في رمضان؟
فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيرها على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا، فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة:
إن عيني تنامان ولا ينام قلبي ". (2) تفسير قوله (عليه السلام) " خشية أن يفترض " هل المواظبة على الخير والاجتماع على الفعل المستحب يصير سببا لأن يفترض عليهم ويوجبه الله عليهم؟
أليس تشريع الأحكام - وجوبا واستحبابا و... - تابعة للمصالح والمفاسد؟
فما دخل اجتماع الناس ومواظبتهم على الفعل المستحب في إيجاب ذلك المستحب وتبدله إلى الوجوب؟
ثم لو كانت المواظبة - على الجماعة - فيها خوف الافتراض والإيجاب عليهم، فلماذا لم ينههم عن إتيان النوافل اليومية والمواظبة عليها، خوفا من تبدلها إلى الإيجاب؟!
ثم إن المواظبة على الجماعة - حسب التعليل - فيه خوف إيجاب الجماعة، لا إيجاب النوافل في رمضان.
وعليه لعل المراد بقوله (صلى الله عليه وآله): خشية أن يفترض - على فرض صدور الحديث

١. تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٠ و ١٣٦ - سير أعلام النبلاء ١٠ / 612.
2. البخاري 1 / 343.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»