الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر " فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: " أي وربي ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله، وسر من سر الله، علته مطوية عن عباده، فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر " (1).
الثالث والثلاثون: الحمويني هذا قال: أنبأنا الإمام منتجب الدين علي بن عبد الله بن الحسين بن بابويه (رضي الله عنه) ثم الرازي عن السيد أبي محمد شمس الشرف ابن علي بن عبد الله الحسيني النيلني، عن الشيخ المؤيد أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيشابوري الخزاعي، عن الشيخ أبي المفضل محمد بن الحسين بن سعيد القمي المجاور ببغداد إجازة، عن الشيخ علي بن محمد ابن علي الخزاز صاحب الكفاية، عن أبي جعفر الهمداني، أنبأنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي ابن سعيد عن الحسن بن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام): " لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم أي أعملكم بالتقية " فقيل: إلى متى يا بن رسول الله قال:
" إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا " فقيل له: يا بن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟
قال: " الرابع من ولدي، ابن سيدة الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق فيه ومعه، وهو قول الله * (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) * " (2).
الرابع والثلاثون: الحمويني هذا بالإسناد إلى ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا (عليه السلام) قصيدتي التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة