جواب الكنجي عن الغيبة الباب الرابع والأربعون فيما أجاب به الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان في الجواب عن الاعتراض في الغيبة، ولم يرتض الجواب الشيخ علي بن عيسى في كتاب كشف الغمة، وذكر الكلامين قال الشيخ الفاضل علي بن عيسى (رحمه الله) في كتاب كشف الغمة: قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان وقد تقدمت الأحاديث المنقولة من كتابه هذا قال في آخر الباب الخامس والعشرون وهو آخر الأبواب في الدلالة على كون المهدي حيا باقيا منذ غيبته إلى الآن: (ولا امتناع في بقائه (عليه السلام) بدليل بقاء عيسى والخضر والياس (عليهم السلام) وبقاء الدجال وإبليس اللعين من أعداء الله، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة وقد اتفقوا على ذلك ثم أنكروا بقاء المهدي (عليه السلام) لوجهين:
أحدهما طول الزمان، والثاني أنه في سرداب من غير أن يقوم أحد بطعامه وشرابه، وهذا مما لا يبقى به الإنسان عادة) (1).
قال مؤلف هذا الكتاب محمد بن يوسف بن محمد الكنجي: بعون الله نبتدئ، أما عيسى (عليه السلام) والدليل على بقائه من الكتاب قوله تعالى: * (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) * (2) ولم يؤمن به أحد مذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا فلا بد أن يكون ذلك في آخر الزمان، وأما السنة فما رواه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب بإسناده عن النواس بن سمعان في حديث طويل في قصة الدجال قال: فينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين (3)، وأيضا ما تقدم من قوله (صلى الله عليه وآله): " كيف بكم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم " (4).
وأما الخضر وإلياس فقد قال ابن جرير الطبري: الخضر والياس باقيان يسيران في الأرض، وأيضا فما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: حدثنا النبي (صلى الله عليه وآله) حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا " يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي