ورواياتهم في النص على عدد الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت كما نقلته الشيعة الإمامية ولم تنكر ما تضمنه الخبر، فهو أدل دليل على أن الله تعالى هو الذي سخرهم لروايته إقامة لحجته وإعلاء لكلمته، وما هذا الأمر إلا كالخارق للعادة والخارج عن الأمور المعتادة، ولا يقدر عليه إلا الله سبحانه والذي يذلل الصعب ويقلب القلب ويسهل العسير وهو على كل شئ قدير (1).
قال مؤلف هذا الكتاب: ما نقله الحمويني ذيل الخبر في كتاب أعلام الورى صحيح إن شاء الله تعالى، أذكره في الباب الآتي نقلا من كتاب أعلام الورى لأبي علي الطبرسي، وكثيرا أعجب من نقل الحمويني هذا وهو من أهل الخلاف والانحراف عن الشيعة.
الثاني والعشرون: الحمويني هذا قال: أنبأني البدر محمد بن أبي المكرم بن بكر بن حميد بروايته عن أم هاني عفيفة بنت أبي بكر بن أحمد بن عبد الله الفارقانية إجازة، وأخبرنا شيخنا الإمام أبو عمر عثمان بن الموفق بقراءتي عليه بإجازته عن عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم قال: أنبأنا أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمداني، قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني قال: قال: أنبأنا الحافظ أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني قال: أنبأنا الإمام أبو محمد بن حيان، أنبأنا عياش عن مجاشع، أنبأنا محمد بن أبي يعقوب، أنبأنا عمرو بن عاصم، أنبأنا أبو العوام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
" المهدي منا أهل البيت، رجل من أمتي أشم الأنف، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا " (2).
الثالث والعشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلى أبي نعيم، أنبأنا الوليد عن سعد بن قتادة عن أبي نصر وأبي الصديق عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " المهدي منا، أجلى الجبين أقنى الأنف " (3).
الرابع والعشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلى أبي نعيم، أنبأنا خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي في كتابه، نبأ همام بن محمد بن أيوب عباد، أنبأنا طالوت بن عباد، أنبأنا سويد بن إبراهيم عن محمد بن عمر وعن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليبعثن الله تعالى من عترتي رجلا أفرق الثنايا أعلا الجبهة، يملأ الأرض عدلا، يفيض المال عليه فيضا " (4).