غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٧ - الصفحة ١٠٩
سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون " قال أبو داود: وقال بعضهم عن هشام: تسع، قال:
وهذا سياق الحفاظ كالترمذي وابن ماجة القزويني وأبي داود (1).
الثامن والعشرون والمائة: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم (عليه السلام) فيكم وإمامكم منكم " (2) قال: هذا حديث صحيح حسن متفق على صحته من حديث محمد بن شهاب، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما (3).
التاسع والعشرون والمائة: عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم:
تعال صل بنا فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله تعالى لهذه الأمة " قال: هذا حديث حسن ورواه مسلم في صحيحه (4)، وإن كان الحديث المتقدم قد تؤول فهذا لا يمكن تأويله لأنه ذكر فيه أن عيسى ابن مريم يقدم أمير المسلمين، وهو يومئذ المهدي، هذا يبطل تأويل من قال: إن معنى قوله: وإمامكم منكم أي يأتيكم بكتابكم.
قال: فإن سأل سائل مع صحة الأخبار وهي أن عيسى ابن مريم يصلي خلف المهدي (عليه السلام) ويجاهد بين يديه وأنه يقتل الدجال بين يديه، ورتبة المقدم في الصلاة معروفة، وكذلك رتبة المتقدم للجهاد، وهذه الأخبار مما ثبت طرقها عند السنة وكذلك ترويها الشيعة، وهذا هو الجهاد والإجماع من كافة أهل الإسلام، إذ من عدا الشيعة والسنة من الفرق قولهم ساقط مردود وحشو مطروح، فيثبت أن هذا إجماع كافة أهل الإسلام، ومع ثبوت الإجماع على صحة ذلك جمعا.
والجواب عن ذلك أن نقول: هما قدوتان نبي وإمام فإن كان أحدهما قدمه لصاحبه في حال اجتماعهما وجب أن يكون الإمام قدوة للنبي في تلك الحال لموضع ورود الشريعة المحمدية بذلك بدليل قوله (صلى الله عليه وآله): " يؤم بالقوم أقرأهم، فإن استووا فأعلمهم، فإن استووا فأفقههم، فإن استووا فأقدمهم هجرة، فإن استووا فأصبحهم وجها " (5).
والمهدي (عليه السلام) أفقه من عيسى وأعلم منه بالكتاب العزيز والسنة وغير ذلك، مع أنه ليس فيهما (عليهما السلام) من تأخذه في الله لومة لائم، وهما معصومان من القبائح والمداهنة والرياء والنفاق

(١) سنن ابن داود ٢ / ٣١٠ ح ٤٢٨٦.
(٢) صحيح البخاري ٤ / ١٤٣، صحيح مسلم ١ / ١٣٧ ح ٢٤٦.
(٣) صحيح البخاري: ٤ / ١٤٣، وصحيح مسلم: ١ / ٩٤ ط. دار الفكر.
(٤) صحيح مسلم: ١ / ٩٥.
(٥) دعائم الإسلام ١ / 52 (بتفاوت يسير).
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثلاثون والمائة في زهد أمير المؤمنين عليه السلام من طريق الخاصة وفيه ثلاثون حديثا 5
2 الباب الحادي والثلاثون والمائة في خوفه من الله وبكائه من خشية الله تعالى وخبر ضرار وخبر أبي الدرداء، وطلاقه الدنيا ثلاثا من طريق العامة وفيه عشرة أحاديث 16
3 الباب الثاني والثلاثون والمائة في خوفه عليه السلام من الله وبكائه من خشية الله تعالى وخبر ضرار، وتصور الدنيا له عليه السلام وطلاقه الدنيا من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث 21
4 الباب الثالث والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين عليه السلام ينادي يوم القيامة من طريق العامة وفيه حديثان 26
5 الباب الرابع والثلاثون والمائة في أن عليا ينادي يوم القيامة من طريق الخاصة وفيه حديث واحد 27
6 الباب الخامس والثلاثون والمائة في أن الركبان الأربعة يوم القيامة منهم أمير المؤمنين عليه السلام من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث 28
7 الباب السادس والثلاثون والمائة في ان الركبان يوم القيامة أربعة منهم علي عليه السلام من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث 30
8 الباب السابع والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة حامل لواء الحمد وولي الحوض وساقيه من طريق العامة وفيه أحد عشر حديثا 34
9 الباب الثامن والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة حامل لواء الحمد وولي الحوض وساقيه من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 40
10 الباب التاسع والثلاثون والمائة في أنه عليه السلام حامل اللواء يوم القيامة وساقي الحوض وقسيم الجنة والنار من طريق العامة زيادة في ما تقدم وفيه ثمانية وعشرون حديثا 48
11 الباب الأربعون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قسيم الجنة والنار من طريق الخاصة وفيه ثمانية عشر حديثا 59
12 الباب الحادي والأربعون والمائة في إمامة الامام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر: 77
13 الباب الثاني والأربعون والمائة في إمامة الامام الثاني عشر عليه السلام من الأئمة الاثني عشر 119
14 الباب الثالث والأربعون والمائة في ذكر ما استدل به الشيخ ابن طلحة على الامام المهدي عليه السلام 135
15 الباب الرابع والأربعون 142
16 نصيحة لطيفة وهداية شريفة نختم بها هذا الكتاب 150
17 في رسائل الجاحظ حول أحقية الأمير عليه السلام بالخلافة وأفضليته 153