غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٧ - الصفحة ١١٠
ولا يدعي الداعي لأحدهما إلى فعل بما يكون خارجا عن حكم الشريعة ولا مخالفا لمراد الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله)، فإذا كان الأمر كذلك فالإمام أفضل من المأموم، ولو علم الإمام أن عيسى أفضل منه لما جاز له أن يتقدم عليه، وكذلك لو علم عيسى أنه أفضل منه لما جاز له أن يقتدي به لعصمتهما ولموضع تنزيه الله تعالى لهما عن كل مكروه من رياء أو نفاق أو محاباة أو غير ذلك، ولما تحقق عيسى أن الإمام أفضل منه وأعلم منه قدمه وصلى خلفه، ولولا ذلك لم يسعه الاقتداء بالإمام، فهذه درجة الفضل في الصلاة ثم الجهاد وهو بذل النفس بين يديه يرغب إلى الله تعالى بذلك، ولولا ذلك لم يصح لأحد جهاد بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله)، ولا بين يدي غيره، والدليل على صحة ما ذهبنا إليه قوله تعالى: * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) * (1) الآية، وإن كان الإمام نائبا للرسول في أمته لا يسوغ لعيسى (عليه السلام) أن يتقدم على نائب الرسول، وما يؤكد قولنا أن عيسى (عليه السلام) يصلي خلف المهدي.
الثلاثون والمائة: ما رواه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في حديث صحيح طويل في نزول عيسى (عليه السلام) فمن ذلك قالت أم شريك بنت أبي العكري: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: " هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذا نزل عيسى (عليه السلام)، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى (عليه السلام) يصلي بالناس، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم " (2) قال: هذا حديث صحيح ثابت، ذكره ابن ماجة القزويني في كتابه عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)...
وهذا مختصره.
الحادي والثلاثون والمائة: ابن ماجة القزويني هذا بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله): " المهدي مني، أجلى الوجه، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين " (3) قال: هذا حديث ثابت صحيح أخرجه الحافظ أبو داود السجستاني في صحيحه، ورواه غيره من الحفاظ كالطبراني وغيره وذكر ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في باب الألف بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " المهدي طاووس أهل الجنة " (4)

(١) التوبة: ١١١.
(٢) سنن ابن ماجة ٢ / 1361 ح 4077.
(3) سنن أبي داود 4 / 107 ح 4285، صحيح الترمذي 5 / 506 ح 2232.
(4) الفردوس 4 / 222 ح 6668.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثلاثون والمائة في زهد أمير المؤمنين عليه السلام من طريق الخاصة وفيه ثلاثون حديثا 5
2 الباب الحادي والثلاثون والمائة في خوفه من الله وبكائه من خشية الله تعالى وخبر ضرار وخبر أبي الدرداء، وطلاقه الدنيا ثلاثا من طريق العامة وفيه عشرة أحاديث 16
3 الباب الثاني والثلاثون والمائة في خوفه عليه السلام من الله وبكائه من خشية الله تعالى وخبر ضرار، وتصور الدنيا له عليه السلام وطلاقه الدنيا من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث 21
4 الباب الثالث والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين عليه السلام ينادي يوم القيامة من طريق العامة وفيه حديثان 26
5 الباب الرابع والثلاثون والمائة في أن عليا ينادي يوم القيامة من طريق الخاصة وفيه حديث واحد 27
6 الباب الخامس والثلاثون والمائة في أن الركبان الأربعة يوم القيامة منهم أمير المؤمنين عليه السلام من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث 28
7 الباب السادس والثلاثون والمائة في ان الركبان يوم القيامة أربعة منهم علي عليه السلام من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث 30
8 الباب السابع والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة حامل لواء الحمد وولي الحوض وساقيه من طريق العامة وفيه أحد عشر حديثا 34
9 الباب الثامن والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة حامل لواء الحمد وولي الحوض وساقيه من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 40
10 الباب التاسع والثلاثون والمائة في أنه عليه السلام حامل اللواء يوم القيامة وساقي الحوض وقسيم الجنة والنار من طريق العامة زيادة في ما تقدم وفيه ثمانية وعشرون حديثا 48
11 الباب الأربعون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قسيم الجنة والنار من طريق الخاصة وفيه ثمانية عشر حديثا 59
12 الباب الحادي والأربعون والمائة في إمامة الامام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر: 77
13 الباب الثاني والأربعون والمائة في إمامة الامام الثاني عشر عليه السلام من الأئمة الاثني عشر 119
14 الباب الثالث والأربعون والمائة في ذكر ما استدل به الشيخ ابن طلحة على الامام المهدي عليه السلام 135
15 الباب الرابع والأربعون 142
16 نصيحة لطيفة وهداية شريفة نختم بها هذا الكتاب 150
17 في رسائل الجاحظ حول أحقية الأمير عليه السلام بالخلافة وأفضليته 153