مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٢٢١
فصل (حضور آل محمد عند كل ميت) أما علمه بهم عند الموت فدليله قوله لحارث همدان: يا حارث، قال: نعم يا مولاي، فقال: (لو قد بلغت نفسك التراقي لتراني حيث تحب) (1).
وهذا إشارة إلى حضوره عند الموتى. (2)

(١) بحار الأنوار: ٦ / ١٧٩ ح ٧، وبشارة المصطفى: ٥ ح ٤ ورسائل المرتضى: ٣ / ١٣٣ (٢) قال الإمام الصادق عليه السلام: (إذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له: أما ما كنت تحزن من هم الدنيا وحزنها فقد أمنت منه ويقال له: أمامك رسول الله وعي وفاطمة عليهم السلام). (بحار الأنوار: ٦ / ١٨٤ ح ١٧ باب ما يعلين المؤمن والكافر عند الموت، والكافي: ٣ / ١٣٤ ح ١٠).
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: (قال رسول الله ص: والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمر الجنة أو من شجر الزقوم، وحتى يرى ملك الموت ويراني ويرى عليا وفاطمة والحسن والحسين، فإن كان يحبنا قلت: يا ملك الموت ارفق به فإنه كان يحبني وأهل بيتي وأن كان يبغضني ويبغض أهل بيتي قلت: لا ملك الموت شدد عليه فإنه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي، لا يحبنا إلا مؤمن ولا يبغضنا إلا منافق شقي) (أهل البيت، توفيق أبو علم: ٦٨ - ٦٩ الباب الثاني، وبشارة المصطفى: ٦ ح ٧ مع تفاوت بسيط).
عن أسماء بنت عميس قالت: إنا لعند علي بن أبي طالب عليه السلام بعد ما ضربه ابن ملجم إذ شهق شهقة، ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال: (مرحبا مرحبا الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة). فقيل له:
ما ترى؟
قال: (هذا رسول الله ص وأخي جعفر وعمي حمزة وأبواب السماء مفتحة والملائكة ينزلون يسلمون علي ويبشروني. وهذه فاطمة عليه السلام قد طاف بها وصائفها من الحور، وهذه منازلي في الكنة. لمثل هذا فليعمل العاملون) (ربيع الأبرار: ٤ / ٢٠٨ ذيل باب الموت وما يتصل به من ذكر القبر والنعش). وعن الفضل بن يسار عن أبي جعفر الباقر وجعفر الصادق عليهم السلام أنهما قالا: (حرام على روح أن تفارق جسدها حتى ترى الخمسة: محمد وعليا وفاطمة وحسنا وحسينا) (كشف الغمة: ٢ / 40 مناقب أمير المؤمنين عليه السلام) وروى ابن أعثم رؤية معاوية عند موته لأمير المؤمنين عليه السلام قال: (ثم رحل معاوية عن ذلك المكان حتى صار إلى الشام فدخل منزله، واشتد عليه مرضه وكان في مرضه يرى أشياء لا تسره، فكان يشرب الماء الكثير فلا يروى، وكان ربما غشي عليه اليوم واليومين، فإذا أفاق من غشوته ينادي بأعلى صوته: (ما لي وما لك يا بن أبي طالب إن تعاقب فبذنوبي وإن تغفر فإنك غفور رحيم) (الفتوح لابن أعثم: 2 / 61 ذكر انصراف معاوية عن مكة وما يلي به في سفره من المرض وخبر وفاته).
وعن سليم في خبر طويل فيه ندم الخليفة الأول والثاني عند الموت جاء فيه:
فقال له عمر: يا خليفة رسول الله لم تدعو بالويل والثبور.
قال أبو بكر: هذا رسول الله ومعه علي بن أبي طالب يبشرانني بالنار ومعه الصحيفة التي تعاهدا عليها في الكعبة وهو يقول صلى الله عليه وآله:
(لقد وفيت بها وظاهرت على ولي الله فأبشر أنت وصاحبك بالنار في أسفل السافلين) (إرشاد القلوب: 2 / 392 خبر وفاة أبي بكر ومعاذ).
وعن نخلة بنت عبد الله قالت: رأيت بعد أن قتل زيد بن علي وصلب بثلاثة أيام فيما يرى النائم كأن نسوة من السماء نزلن عليهن ثياب حسنة حتى أحدقن بجذع زيد بن علي، ثم جعلن يندبنه وينحن عليه كما ينوح النساء في المأتم.
قالت: ونظرت إلى امرأة قد أقبلت وعليها ثوب لها أخضر يلمع منه نور ساطع حتى وقفت قريبا من أولئك النساء، ثم رفعت رأسها وقالت: (يا زيد قتلوك يا زيد صلبوك يا زيد سلبوك يا زيد إنهم لن تنالهم شفاعة جدك عليه الصلاة والسلام غدا في يوم القيامة).
قالت نخلة: فقلت لإحدى النسوة تلك: من هذه المرأة الوسيمة من النساء؟
فقالوا: هذه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله (الفتوح لابن الأعثم: 3 / 295 ذيل خبر زيد بن علي).
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 225 226 227 ... » »»