منهاج الكرامة - العلامة الحلي - الصفحة ١٠٨
وولي مروان أمره، وألقى إليه مقاليد أموره، ودفع إليه خاتمه، فحدث من ذلك قتل عثمان، فحدث من الفتنة بين الأمة ما حدث.
وكان يؤثر أهله بالأموال الكثيرة من بيت مال المسلمين، حتى أنه دفع إلى أربعة نفر من قريش - زوجهم بناته - أربع مائة ألف دينار، ودفع إلى مروان ألف ألف دينار (1).
وكان ابن مسعود يطعن عليه ويكفره، ولما علم ضربه حتى مات (2) وضرب عمارا حتى صار به فتق، (3) وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: عمار جلدة بين عيني، تقتله الفئة الباغية، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة (4) وكان عمار يطعن عليه.
وطرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكم بن أبي العاص عم عثمان عن المدينة ومعه ابنه مروان، فلم يزل طريدا هو وابنه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر، فلما ولي عثمان آواه ورده إلى المدينة (5) وجعل مروان كاتبه وصاحب تدبيره، مع أن الله تعالى قال: (لا تجد قوما يؤمنون بالله) - الآية (6).
ونفي أبا ذر إلى الربذة، وضربه ضربا وجميعا، مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حقه: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر. (7) وقال: إن الله تعالى أوحي إلى أنه يحب أربعة من أصحابي وأمرني بحبهم، فقيل له: من هم يا رسول الله؟ قال: علي سيدهم،

(١) طبقات ابن سعد ٣: ٦٤، وتاريخ الخلفاء: ١٥٦، وتاريخ ابن الأثير ٣: ٧١.
(٢) تاريخ ابن كثير ٢٧: ١٦٣، وشرح النهج لابن أبي الحديث ١: ٢٣٦ و ٢٣٧.
(٣) السيرة الحلبية ٢: ٨٧، والاستيعاب لابن عبد البر ٢: ٤٧٧ في ترجمة عمار.
(٤) مسند أحمد ٢: ١٦٤، وصحيح البخاري ٤: ٢٥ / باب مسح الغبار عن الناس في السبيل، و ١ / ١٢١ / كتاب الصلاة - باب التعاون في بناء المسجد.
(٥) الإستيعاب لابن عبد البر ١: ٣١٧، والمعارف لابن قتيبة: ٨٤، وانظر الغدير ٨: ٢٤٢.
(٦) المجادلة: ٢٢.
(٧) مسند أحمد ٢: ١٦٣ / الحديث بسنده عن عبد الله بن عمرو، والاستيعاب ٤: ٦٤ - 65 في ترجمته، وطبقات ابن سعد 4: 226 عن زيد بن وهب.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 113 114 ... » »»
الفهرست