كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٣٤
الجزاف والعبث (1) وإن كان مع طبيعة كالتنفس فهو القصد (2) الضروري وإن كان مع خلق وملكة نفسانية (3) فهو العادة وإن كان المبدء الفكر فهو الخير المعلوم أو المظنون.
قال: واثبتوا للطبيعيات غايات وكذا للاتفاقيات.
أقول: أما إثبات الغايات للحركات الطبيعية فقد تقدم البحث فيه وأما العلل الاتفاقية فقد نفاها قوم لأن السبب إن استجمع جهات المؤثرية لزم حصول مسببه قطعا وإلا كان ممتنعا فلا مدخل للاتفاق (والجواب) أن المؤثر قد يتوقف تأثيره على أمور خارجة عن ذاته غير دائمة الحصول معه فيقال لمثل ذلك السبب من دون الشرائط أنه اتفاقي إذا كان انفكاكه مساويا أو راجحا ولو أخذناه مع تلك الشرائط كان سببا ذاتيا.
المسألة السادسة عشرة: في أقسام العلة قال: والعلة مطلقا قد تكون بسيطة (4) وقد تكون مركبة.
أقول: يعني بالإطلاق ما يشتمل العلل الأربع أعني المادية والصورية

(1) إن مكان المبدأ هو التخيل وحده من غير انضمام شئ آخر إليه كمن يخط الأرض عبثا فإن غاية القوة الشوقية وهي الخط على الأرض تغاير الوصول إلى المنتهى الذي هو عبارة عن وصول اليد المتحركة إلى الأرض.
(2) إن كان المبدأ هو التخيل مع طبيعة كحركة المريض فإن الغاية تخفيف الألم أو الحرارة وهي مغايرة للوصول إلى المنتهى الذي هو كون جسمه في محل غير محله الأول.
(3) إن كان المبدأ هو التخيل مع خلق وملكة نفسانية يوجبان هذه الحركة كاللعب باللحية فإن الوصول إلى المنتهى الذي هو عبارة عن وصول اليد المتحركة إلى اللحية يغاير غاية القوة الشوقية التي هي اللعب.
(4) العلة المادية البسيطة كالهويولي الأولى والصورة البسيطة كالصورة المائية والعلة الغائية كالشبع للأكل والعلة الفاعلية البسيطة كالواجب تعالى.
(١٣٤)
مفاتيح البحث: السب (1)، المرض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»