كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٣٣
لما أثر ولا فعل الفعل فإن الفاعل للبيت يتصور الاستكنان أولا فيتحرك إلى إيجاد البيت ثم يوجد الاستكنان بحصول البيت فماهية الاستكنان علة لعلية الفاعل ووجوده معلول للبيت ولا امتناع في أن يكون الشئ الواحد متقدما ومتأخرا باعتبارين.
قال: وهي ثابتة لكل قاصد.
أقول: كل فاعل بالقصد والإرادة فإنه إنما يفعل لغرض وغاية ما وإلا لكان عابثا على أن العبث لا يخلو من غاية أما الحركات الا سطقسية فقد أثبت الأوائل لها غايات لأن الحبة من البراذار ميت في الأرض الطيبة وصادفها الماء وحر الشمس فإنها تنبت سنبلة وهذه التأدية على سبيل الدوام أو الكثرة فيكون ذلك غاية طبيعية ومنع ذلك جماعة لعدم الشعور في الطبيعة فلا يعقل لها غاية وأجابوا بأن الشعور يفيد تعيين الغاية لا تحصيلها.
قال: أما القوة الحيوانية المحركة فغايتها الوصول إلى المنتهى وقد يكون غاية للشوقية وقد لا يكون فإن لم تحصل فالحركة باطلة وإلا فهو إما خير أو عادة أو قصد ضروري أو عبث وجزاف.
أقول: القوة الحيوانية لها مباد على ما تقدم أحدها القوة المحركة المنبثة في العضلات وثانيها القوة الشوقية وثالثها التخيل أو الفكر وغاية القوة المحركة إنما هي الوصول إلى المنتهى وقد تكون هي بعينها غاية الشوقية كمن طلب مفارقة مكانه والحصول في آخر لإزالة ضجره وقد يكون غيرها كمن يطلب غريما في موضع معين وفي هذا القسم إن لم - تحصل غاية الشوقية سميت الحركة باطلة (1) بالنسبة إليها وإن حصلت الغايتان وكان المبدء التخيل لا غير فهو

(1) وذلك لعدم حصول غايتها وذلك كما لو تحرك إلى بلد كذا للقاء حبيبه فلم يجده.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»