كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٣٩
أن تؤدي إلى ما يماثلها كالحركة إلى المنتصف فإنها معدة للحركة إلى المنتهى وليست فاعلة لها بل الفاعل للحركة إما الطبيعة أو النفس لكن فعل كل واحد منهما في الحركة إلى المنتهى بعيد وعند حصول الحركة إلى المنتصف يقرب تأثير أحدهما في المعلول الذي هو الحركة إلى المنتهى وأما أن تؤدي إلى خلافها كالحركة المعدة للسخونة وأما أن تؤدي إلى ضدها كالحركة المعدة للسكون عند الوصول إلى المنتهى.
قال: والأعداد قريب وبعيد.
أقول: الأعداد منه ما هو قريب وذلك كالجنين المستعد لقبول الصورة الإنسانية ومنه ما هو بعيد كالنطفة لقبولها وكذلك العلة المعدة قد تكون قريبة وهي التي يحصل المعلول عقبيها وقد تكون بعيدة وهي التي لا تكون كذلك وتتفاوت العلل في القرب والبعد على حسب تفاوت الأعداد وهو قابل للشدة والضعف.
قال: ومن العلة العرضية ما هو معد.
أقول: قد بينا أن العلة العرضية تقال باعتبارين: أحدهما أن تؤثر العلة شيئا ويتبع ذلك الشئ شئ آخر كقولنا الحرارة تقتضي الجمع بين المتماثلات فإنها لذاتها تقتضي الخفة فما هو أخف في المركب يقبل السخونة أشد فينفصل عن صاحبه ويطلب الصعود فيعرض له أن يجتمع مع مماثله والثاني أن يكون للعلة وصف ملازم فيقال له علة عرضية (1) والأول علة معدة.
قال: المقصد الثاني في الجواهر والأعراض وفيه فصول (الأول) في

(1) قال صاحب الشوارق يعني أن بعض العلل الفاعلية العرضية يكون علة معدة ذاتية بالنسبة إلى ما هي علة فاعلية عرضية فإن شرب السقمونيا علة فاعلية عرضية لحصول البرودة وعلة معدة ذاتية له.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»