كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٣٢
المسألة الرابعة عشر: في العلة الصورية قال: وهذا الحال صورة للمركب وجزء فاعل لمحله.
أقول: هذا الحال يعني به الحال في المادة وهو صورة للمركب لا للمادة لأنه بالنظر إلى المادة جزء فاعل لأن الفاعل في المادة هو المبدء الفياض بواسطة الصورة المطلقة.
قال: وهو واحد.
أقول: ذكر الأوائل أن الصورة المقومة للمادة لا يكون فوق واحدة لأن الواحدة إن استقلت بالتقويم استغنت المادة عن الأخرى وإن لم تستقل كان المجموع هو الصورة وهو واحد فالصورة واحدة.
المسألة الخامسة عشر: في العلة الغائبة قال: والغاية علة بماهيتها (1) لعلية العلة الفاعلية معلولة في وجودها للمعلول.
أقول: الغاية لها اعتبار أن يحصل لها باعتبار هما التقدم والتأخر بالنسبة إلى المعلول وذلك لأن الفاعل إذا تصور الغاية فعل الفعل ثم حصلت الغاية بحصول الفعل فماهية الغاية علة لعلية الفاعل إذ لولا تلك الماهية وحصولها في علم الفاعل

(1) أي بصورتها الذهنية لا وجودها الخارجي إذ الفاعل إنما يفعل الفعل بعد تصور الغاية فتصور الغاية بسبب فاعلية الفاعل معلولة هذه الغاية في وجودها الخارجي للمعلول إذ لا تحصل الغاية إلا إذا أثر الفاعل في إيجاد المعلول ولذا يقال أول الفكر آخر العمل.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»